عرف باسيل مقامه… فـ”تدلّى”!
كتب عبد السلام موسى في موقع لبنان الكبير
لا يبدو بعيداً اليوم الذي يقول فيه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله “لم أكن أعلم” أن كل “الغنج” و”الدلال” لجبران باسيل سينقلب عليه، على قاعدة “إذا أكرمت الكريم ملكته… وإذا أكرمت اللئيم تمردا”.
قد يكون قالها بالفعل، في قلبه وعقله، وهو يراقب كيف “يُضرب” حزبه “من بيت باسيل”، كلما سارت رياح حارة حريك بخلاف ما تشتهي سفن ميرنا الشالوحي، لكنه كان أوهن من أن يقولها في العلن، لحسابات سياسية بدا واضحاً أن جمهوره ضاق ذرعاً بها، وقال، بالفم الملآن، ما لم يقله نصر الله في باسيل، وأمطره و”الريح تصيح”، بوابل من صواريخ المقاومة الرافضة لما يروّجه من فتنة بين “حزب الله” وحركة “أمل”، وما يطل به من تهجّم على الرئيس نبيه بري، وصلت حد استعادة لقب “البرغوت” في الحديث عن “وقاحته”، واتهامه “بأنه يقود معركة العدو الصهيوني بالوكالة”، وفي المناسبة “جسمه لبيس!”.
لم يصغٍ نصر الله لجمهوره الغاضب من “البرغوت”، واختار أن يرضخ لـ”ابتزازه”، مرة جديدة، من أجل استمرار “تفاهم الكذب” ما بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، وإن غلّف رضوخه، بكلام عن “توضيحات”، لا ندري ما إذا كان طريقها يمر في “صفقات” الحاج وفيق صفا مع باسيل، التي إن تمت، أو لم تتم، في الحالتين، ستكون على حساب اللبنانيين الذين ملّوا من دفع الثمن.
عرف باسيل “مقامه فتدللا” و”تدلّى”، وما يقوله لـ”حزب الله” شديد الوضوح، “جهنم” التي يعيشها لبنان اليوم لم تكن قدراً، بل كانت فعلاً مشتركاً ما بين الحزب والتيار، بتعطيل ما تيسر لهم من إنجازات كـ”مؤتمر سيدر”، واستحقاقات دستورية “كرمال عيون الصهر” و”ميشال عون أو لا أحد”، أو بتأمين “التغطية المسيحية” لما يرتكبه “الحليف الشيعي” من موبقات، من 7 أيار ومحاولات طمس الحقيقة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى التورط في حروب إيران التخريبية في العالم العربي واستعداء الاشقاء العرب، والإمعان في ذلك، على شاكلة ما أطل به نصر الله في خطابه الأخير.
المخزي والمعيب في ما سبق ذكره من وقائع، كمّ الاستخفاف الذي يمارسه نصر الله وباسيل، بحق اللبنانيين أولاً، وبحق جمهورهما ثانياً، في مسرحية أقل ما يقال فيها، أنها رديئة الإخراج. فـنصر الله الذي يقطع أي يد تمتد إلى المقاومة، يُطلق يد باسيل في التطاول عليها، فيما باسيل الذي طوّب نصر الله “مرشداً للجمهورية اللبنانية”، و”مؤتمناً على حقوق المسيحيين فيها”، وأعلن منذ وقت قريب، أنه يرضى بما يرضى به سماحته، يُطل اليوم غير راضٍ عن مسار “الخدمات المتبادلة” ما بينه كـ”رئيس الظل” وما بين نصر الله كـ”مرشد” له ولعهد عمه ميشال عون، ويرى أنها بحاجة إلى “إعادة نظر”، وكله نظر!.
أصلاً، ليس لدى باسيل ما يخسره، فقد خسر الجميع إلا ميشال عون وحسن نصر الله، وبات شعاره “يا قاتل يا مقتول” لضمان مستقبله السياسي. أما نصر الله ففي موقع لا يُحسد عليه، لديه الكثير ليخسر في الحالتين، إن أرضى جمهوره وتوقف عن مسايرة “البرغوت” سيخسر التغطية المسيحية التي يحتاجها و”أكثرية قاسم سليماني”، وإن استمر في مسايرته سيخسر صدقيته أمام هذا الجمهور الذي يصدق “وعوده الصادقة!”.
في الحالتين، اللبنانيون يعلمون، وهذا يكفي!