بين القضاء والقدر …الحب والموت والحياة
نقولا أبو فيصل*
يعجز الانسان عن فهم لغز الحب ولغز الموت وعن إيجاد تفسير لكليهما فنحن لا نعلم لماذا الموت يختار شخصًا دون سواه ،وكما في الموت كذلك في الحياة والحب ، ولماذا نختار هذا الشخص حتى نحبه في هذا الوقت والمكان فالحب مثل الموت وعد وقدر لا يرد ولا يزول ، هو الحب الذي ليس لاحد ذنب فيه ،هو مثل الولادة ومثل الموت ليس لنا خيارات في ساعة مجيئه ولا الطريقة التي جاء بها .. وحتى في نهايته أحيانًا أقدار مكتوبة لا يمكن تجاهلها أو تأخيرها ..
يقول عباس محمود العقاد “إنَّكَ لا تختار حين تُحب، ولا تحب حينَ تختار، وإنَّنا مع القضاءِ والقدر حينَ نُولد، وحينَ نُحبّ، وحينَ نَموت. وإذْ سألوك عنِ الحبّ قُل: هو اندفاعُ روح إلى روح واذا سألوك عن الرُّوح قُل هيَ من أمرِ ربِّي” وهكذا فالحب هو اهتمام وإلهام و اعتنَاء ، هو مُرٌ لذيذ وشوقٌ طويل.. وعتابٌ قصير.. وصبرٌ مديد.. وعناقٌ عميق.. ونبضٌ سريع، فإذا أجتمعوا في قلب مُحبٍّ فعليه السّلام. لكنه في بعض الاوقات يكون الفراغ هو العامل الأساسي والمحرك الأول للدخول في علاقة ما ، لكن الحب الذي يتكون من فراغ ليس حباً على الاطلاق.
كثيرون هم في خلاف أبديٍ مع الحُب ، إما أن تجد من يحبّك وأنت لا تحبه ، أو أنك تحب من لا يحبّك ، ولو شاء القدر والتقيت بمن تحبه ويحبك فقد لا تحبكما الحياة معاً ، لذا عندما تحب شخصاً لا تغير مشاعرك تجاهه حتى لو كثرت أخطاؤه لأن العقل هو الذي يغضب ، أما القلب فإنه سوف يبقى مليئاً بالحب .وأختم بقول للممثلة الاميركية كاثرين هاثاواي:”إنّك لا تعي حقًا معنى الموت إلاّ حينما تعرف الحب”،
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية