بين ريان المغربي والكسندرا اللبنانية قصة عشق للسماء ….وملاك جديد
نقولا ابو فيصل*
صار للملاك الكسندرا اللبنانية رفيقًا جديدًا في السماء اسمه ريان المغربي نعم هكذا هي الانسانية لا تعرف ديناً ولا لونًا ولا بلداً ، كذلك الوجع والحزن لا يفرقان بين أهل لبنان واهل المغرب ألكسندرا اللبنانية لم تسقُطْ في البئر مثل ريان المغربي بل سقطت عليها احجار مدينة بيروت التي كثر حسادها من كل صوب فيما العالم يعرف القتلة ولا يحرك ساكناً.
الفرق ما بين الدولة اللبنانية ودولة المغرب مثل الفرق ما بين الأسود والأبيض، حكومة المغرب جعلت العالم يتسمر أمام شاشات التلفزيون لمتابعة محاولة إنقاذ الطفل ريان ، في حين اوقفت حكومة لبنان البحث عن الضحايا في الليالي التي تلت الانفجار بحجة انقطاع الكهرباء …نعم ليست كل النهايات سعيدة، إنما الحياة تستحق المجازفة ،فبعد خمسة ايام خرج ريان من البئر إلى جوار الرب ، وهو اليوم ملاك جديد في السماء حيث لا وجع ولا قلق بل راحة ابدية، كل إبتسامات الاطفال تجعلني أفرح إلا ابتسامات ريان المغربي والكسندرا اللبنانية جعلتني أبكي…! ليلة أمس بكى العالم على الطفل ريان وقد ابكاني حتى الوجع الكبير، وجعلني اتذكر اطفال لبنان وارتساخ وسوريا والعراق وفلسطين ممن سقوا بدمائهم أرض اوطانهم أو إقتلعوا منها وصاروا غرباء في العالم.
الكسندرا اللبنانية كانت أصغر ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي حصل في الرابع من شهر اب 2020, ألكسندرا الملاك قضت في عمر الثلاث سنوات ونصف السنة ، فيما ملاك المغرب الجديد قضى في الخامسة من عمره ، وإلى الملائكة الكسندرا وريان أقول سوف تعيشان في قلوبنا إلى الأبد وفي الاذهان أيضاً على الرغم من أننا لم نلتق أبدًا ، لكننا لم نتمكن من إيقاف الدموع من أجلكم، استمروا بالابتسام مثل طيور صغيرة وملائكة في السماء .
*كاتب