عبدالله ناصر الدين مخطوف منذ سبعة أشهر وعشيرته “آل ناصر الدين” تحذر الخاطفين.. مشهدية دمعة والدته تختصر المعاناة
على مرمى صرخة وجع ومساحة انتظار ومسافة جرح يقبع ابن بلدة كامد اللوز البقاعية المخطوف “الحاج عبدالله ناصر الدين” داخل الأراضي السورية عند تخوم قضاء الهرمل، في ظلمة الخطف وعتمة الاقصاء عن وطن جريح لا حول له ولا قوة، ولا سلطة فيه إلا سلطة استباحة الدولة وشرعيتها ، في وقت تنتظر فيه عائلة المخطوف بارقة أمل بعودته اليها سالما، حيث لدمعة الأم طعم آخر تختصرها الحاجة الفاضلة أم أحمد بالصلاة والدعاء لعبدالله الذي يعاني غربتين ، عن طفليه وعائلته ، وعن وطن لا حدود فيه لتحمي أي مغترب أضاع عمره في المنفى بحثا عما هو مفقود في وطن الاسماء ، عل الدعاء والصلاة يحصنانه ويحميانه من الأذى والشر، لتكحل الوالدة المسنة عينيها بمشاهدة فلذة كبدها بعد سبعة أشهر على خطفه من عقر داره التي طالما استقبلت ضيوفا من مشارب بعيدة وقريبة، آملة أن يكون شهر الرحمة والغفران شهر رمضان المبارك هداية ورحمة في قلوب خاطفيه عملا بقول الله تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبكمْ أَن يكَفِّرَ عَنكمْ سَيِّئَاتِكمْ وَيُدْخِلَكمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَار”.فيما والد عبدالله الحاج ابو أحمد يتسلح بالصبر والايمان وبارادة قوية تجعله واثقا من ان ميزان الحق والعدل والقدرة الإلهية أقوى من اي عمل أرضي ، فيما اشقاؤه السبعة ينتظرون ماذا ستفعل دولتهم؟ ويؤمنون أن المصير المجهول لأخيهم لن يطول بعد وقفة العز والكرامة والنخوة من عشيرتهم الوطنية الأصيلة “عشيرة آل ناصر الدين وسائر العشائر العربية والعائلات الكريمة في البقاع.
فقد أعرب أقارب وذوي الحاج عبد الله ناصر الدين، المخطوف منذ آب الماضي، من منزله في بلدة كامد اللوز في البقاع الغربي عن خشيتهم من أن تنضم قضيته الى الكثير من الملفات الجنائية المنسيّة التي طواها النسيان في دهاليز التجاهل والإهمال في لبنان، بخاصة، بعد يأسِهم وارتيابهم من تحقيق أيّ نتيجة إيجابية تبشّر بالخير، وتؤشّر الى إمكانية الإفراج عنه، وإطلاق سراحه على الرغم من تقاضي الخاطفين مبلغًا ماليًا كبيرّا، (300 ألف دولار أميركي وفق ما أعلنه ذوو المخطوف)، حيث كان الأمر خاضعا لمتابعة الأجهزة الأمنية المعنية بتفاصيل ملف الخطف.
وفي هذا السياق، تداعت عشيرة آل ناصر الدين في البقاع، الى لقاء جمع رموزها وكبارها في بعلبك، حيث قال زعيم العشيرة الشيخ محمد نواف آل ناصر الدين:
“إن إبن عمّنا وعشيرتنا الحاج عبد الله ناصر الدين، خطفته عصابة مكوّنة من مجموعة أشرار يقودها شادي نواف ياغي ومن يحميه، وهذه جريمة من أكبر الجرائم في لبنان، وفي حق الإنسان، وهي تشكل اعتداء يعتبر من أكبر أشكال التعدّي وحجز الحرية، إنها تشبه عمليات الأسر الصهيونية في النذالة ومع تشابه كبير في الإجرام، إنها تشترك في العمالة للعدو الصهيوني وتشترك معه.
إبن عشيرتنا الحاج عبد الله ناصر الدين، المخطوف من قبل عصابة أشرار يرأسها “شادي نواف ياغي وآخرين”، أصبحت أسماؤهم معلومة لدى الأجهزة الأمنية، ولم نعد ندري صراحة والتساؤلات لا تعد ولا تحصى، ماذا تفعل الأجهزة الأمنية؟! وإلى متى؟! وماذا يريدون من أبناء المنطقة والعشائر؟!
نداء أخير إلى ما تبقى من دولة باهتة بأجهزتها وأمنها، خصوصاً وأن أحد عناصرها المدعو حسين علي فهد ياغي، المعروف بـ”السطل”، أحد أركان الجريمة، وقد أبلغت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بذلك، ولم تحرك ساكناً، خصوصاً بعد شبهة دفع فدية بإشراف شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي.
فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الموقر، إنه النداء الأخير قبل موت الجمهورية، دولة رئيس مجلس النواب المحترم (نبيه بري)، مناشدة البقاع الأخيرة لتعهدك بإعتباره الجزء المحبب من الدولة البعيدة عنه، والمتخلية عن وجوده، دولة رئيس مجلس الوزراء الكريم (نجيب ميقاتي)، لقد تم دفع مبلغ 300.000 دولار أميركي، بإشراف شعبة المعلومات ومتابعتها الدقيقة، وتم نقل المال بسياراتها، وبمتابعة دقيقة من المقدم ضوّ، وعناصره المكلفين نقل الأموال لمدة ثلاثة أيام، كون جوابه كان أنه حسب خبرتهم كجهاز أمني، أنه السبيل الوحيد لإطلاق سراح المخطوف، ومع الأسف بعدها عدم الإجابة والتهرّب من المسؤولية.
سعادة مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، نأمل أن تكون شفافاً وحامياً للمواطنين كما عهدناك عندما كنت رئيساً للشعبة المذكورة.
سماحة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله (دام حفظه)، في بقاع المقاومة، مظلوم مخطوف تشبه عملية خطفه عمليات الأسر في السجون الإسرائيلية، وها هو اليوم قد أتم السبعة أشهر ونيف في سجنه، ونحن نعلم أنه لو كان في أيدي الصهاينة لما تركته أسيراً هناك، واليوم، هو في أيدي صهاينة الداخل، تجار مخدرات وخطف، هم أنفسهم المجرمون الذين وصفتهم بالعملاء، نعم إنهم عملاء الصهاينة، وإبننا رهينة لدى عملاء إسرائيل في لبنان”.
وتوجه بالحديث الى عائلة آل ياغي الكرام، قائلًا: “منكم قادة، ومنكم الشهداء الكبار علي ومهدي وصبحي أبو النور، وغيرهم، في سبيل الدفاع عن الوطن وعن الكرامة وعن الشرف، لا تقبلوا أن يلوّث إسم عائلتكم حفنة من الحثالة المعتدين، أمثال شادي نواف ياغي وحسين علي فهد ياغي (صاحب لقب السطل)، وغيرهم ممن يشوهون إنتماءهم، ونحن نطالبكم بإسم عشيرة آل ناصر الدين، للمرة الأخيرة، بوضع حدّ لهذه المهزلة، ونحمّلكم مسؤولية سلامة إبننا المخطوف ظلماً وتعدٍ”.
أضاف: “إلى أهلنا في البقاع، وأخواننا في العشائر الكريمة كافة، وأنتم أهلنا، ودأبنا وإياكم على فعل الخير ونبذ الإجرام والتعدي، وحفظ أبناء الكرامات، سيّما أخواننا عشيرة آل جعفر الموقرين، الذين نرتبط وإياهم بالدم والأصل والنسب، بعدم حماية المجرمين إن وجدوا أو إلتجأوا إليكم، هذا البيان، هو كلمة أخيرة من عشيرة آل ناصر الدين، إلى كل العقلاء وأصحاب الكرامة والنخوة والعزّ في هذا البلد، عموماً، وفي البقاع، خصوصاً، وإلى ما تبقى من دولة ومن أجهزة أمنية أو رؤوساء أجهزة يعني لهم البقاع، أو تعني لهم حرية وكرامة المواطنين وسلامتهم”.
وتايع: “نداء أخير إلى قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، وقيادة منطقة البقاع في الجيش اللبناني، ومديرية المخابرات، نؤكد فيه إنكم الأمل الوحيد المتبقي لوضع حدّ لهذه العصابة، وعصابات الخطف التي تشوّه صورة المنطقة وأهلها قبل فوات الأوان”.
وختم الشيخ ناصر الدين: “رسالة أخيرة وتحية إلى القضاء اللبناني، الصامد والبطل، حامي الإنسان والحقوق وناصر العدالة، أن يتشدد في معاقبة المجرمين وملاحقتهم، فلا ناصر للوطن والإنسان إلا عدالتكم، وقد أعذر من أنذر والسلام”.
عارف مغامس – اليومية