بين الانجاز والاعجاز…حدثني عن لبنان !
نقولا أبو فيصل*
توهم اللبنانيون خطأً أن صاحب الانجاز له عالم مختلف عن عالمنا هذا ! وهذه الاوهام وضعت اللبنانين في دائرة مغلقة لا تعترف بالاعجاز خاصة مع إصرار بعض وسائل الاعـلام اللبنانية والعربية المكلفة تدمير اقتصاد لبنان منذ سنوات عديدة عبر نشرها لأخبار وتقارير تهدف لزعزعة الثقة بالنقد الوطني والاستمرار في أحباط اللبنانيين لحثهم على اليأس والهجرة وقد نجحوا نسبيًا في تهجير طوعي لما يقارب 10% من شعب لبنان من أصحاب الاختصاص والكفاءة ، حتى انهم اوهموا كثيرين بـأن البلد لا يصلح لا بل انتهى ومات لبنان في نظرهم ! واذا اردت ان تُزيـل هـذا الافكار من رؤوس من حولك ربما صرت بحاجة الى أعجوبة أو الى تحقيق إصلاحات منظورة لتحسين الوضع لجعل بقاء هؤلاء ممكناً وليس كارثياً.
وإذا كان الاعجاز هو تحقيق أمر خارق للطبيعة مقروناً بالتحديات ،فان الانجاز هو اتمام تأدية العمل المكلف به بإتقان وتميز ، وإذا اعتبرنا ان المفهوم الثاني قد تحقق بصمود الصناعة اللبنانية ، فان ما حدث يعد اعجازاً وذلك اذا ما نظرنا إلى التحديات التي لا تعد ولا تحصى ، فنحن في صراع خفي مع أشباح لا يتمكنون من الحديث جهاراً بما يجول في رؤوسهم ، بل نحن امام طغاة جدد يقولون ما لا يفعلون، ويضمرون ما لا يظهرون ، هدفهم افراغ لبنان من أهله وربما أنت قد تكون الهدف القادم لهم،
ولكن يبقى أنه من حق المواطن اللبناني ان يسأل لماذا كل هذا الاحباط المترافق مع الانهيار المالي غير المبرر ولماذا البحث دائما عن السلبيات، في وقت يجزم فيه معظمهم ان لبنان بلد غير مفلس انما منهوب ؟ وكم نحن بحاجة لنظام سياسي جديد ولاصحاب رؤية صائبة هدفهم الإصلاح وتحقيق مقومات الصمود للمواطن المسكين وهذا ما يبدو بعيد المنال حالياً ، ويبدو أن المسار يتجه الى مصارحة اللبنانيين بقبول التضحية قليلًا في موضوع السيادة والدخول الى بيت الطاعة الدولية بالتسليم لحكام كوكب الارض في موضوع الغاز ! وما جرى في الانتخابات النيابية الاخيرة يؤكد ان الفريق السياسي المطلوب منه التوقيع لا يزال في السلطة والى أشهر قادمة حامية در ، وانشالله تكون خاتمتها قريبة عندها يمكننا ان نسمي هذا الانجاز اعجازاً رأفة بالمواطن الممنوع من الحياة في وطنه !
*من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤