بين التمجيد والتبجيل ومسح الجوخ!
بقلم نقولا أبو فيصل*
لا أدري كم صار مخجلاً علينا نحن اللبنانيين أن يتحول “مسح الجوخ” في حياتنا اليومية الى ثقافة وفن يتقنه معظم الناس من أرقى العائلات والطوائف اللبنانية فيما بين بعضها وبينها وبين زعمائها ، ولم تعد تقتصر هذه العادة على طائفة دون سواها ، وما أبشع السياسي الوصولي حين يتحول إلى مساح جوخ ينقلب ساعة يشاء على فريقه السياسي الذي طالما اعتاش من فتاته كما القرد… لتحقيق النفوذ وجني المال ، ويبدو ان التاريخ الاميركي سجل لاول مرة منذ سنوات قليلة اعترافًا من الاميركية الاولى هيلاري كلينتون حين قالت انها تعلمت مسح الجوخ من العرب !!! وراحت تستعمل كلمات مثل “رؤية أوباما وحكمته وقيادته “، وكلنا يتذكر هذه العبارات في السياسة اللبنانية .
وإذا كنتَ أنا لا أقبل على نفسي الركوب في قطار “ماسحي الجوخ”في لبنان وأصر أن لا تكون كتاباتي اليومية إلا لساناً صادقاً لضميري ، ولا أسعى من خلال ذلك الى منفعة مادية ويكفيني نعم الله وفي طليعتها الصحة ! وكل ما أفعله ما هو الا استنهاض للناس من حولي الذين تحول غالبيتهم الى جثث بشرية متحركة، ويبدو ان عقولهم ايضاً أصبحت مخدرة وهي في استعداد تام لقبول ما يقدم لها .. كما أن غايتي هي البحث عن نهضة المجتمع اللبناني من الواقع المنحوس ، مع علمي بأنني لن أجد الكثير من المؤيدين لهذه الافكار ولهذا النهج والاسلوب ، وأعرف أن العديد من المؤسسات الاعلامية لا ترغب في سماع صوتي وأصوات المتفائلين بالمستقبل القادم لان مهمتهم هي إحباط الناس كي يهاجروا وأعرف أن كثيرين لا يبتسمون في وجهي وإن فعلوا ذلك فليس الا خشية من قلمي !
ولعل من سيئات تصرفات “ماسحي الجوخ ” أنهم إستطاعوا أن يجعلوا في زماننا هذا وعبر أساليبهم القذرة كل أمينٍ خائناً وكل ظالمٍ عادلاً وكل تافه ناشطاً اجتماعياً أو إعلامياً رخيصاً ، هذا مع تقديري للاعلام النظيف والاعلاميين الشرفاء ، واللائحة لا تنتهي ولا يمكنك عزيزي القارئ أن تتخيل مدى ضرر امثال هؤلاء في المجتمع اللبناني وهم دائماً من أصحاب الحظوظ عند تقاسم الجبنة وتوزيع وتقاسم الغنائم من ادارة البلاد والعباد والملفت انهم يتأقلمون مع جميع الاوضاع ، مات الملك عاش الملك.
*من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤