بين التجدد والتطور ….وإفلاس شركة كوداك
سيطرت شركة كوداك على اكثر من 90% من سوق صناعة الكاميرات في الولايات المتحدة الاميركية لمدة 133 عاماً ، لكنها اقفلت ابوابها في 2012 بفعل غباء مدرائها ، وطريق الافلاس سلكته منذ العام 1975 حين بدأ ستيفن ساسون مهمة كبرى في الشركة هدفها تطوير أول كاميرا تستخدم حساسات إلكترونية لالتقاط الصور وتخزينها رقمياً ، وبعد جهود إمتدت لعامين كانت النتيجة أبتكار أول كاميرا رقمية في التاريخ ، لكن عند عرضها على ادارته لم تكن ردة الفعل حماسية كما توقع، بل أن الإدارة أخبرته أن الاختراع جيد، وطلبت منه ان يحفظه لأن الشركة لا تفكر الاستثمار في الكاميرات الرقمية ، وبقيت على قرارها حتى دخلت عالم الكاميرات الرقمية في العام 1991متأخرة.
وربما كان لدى مدراء كوداك مبررات لعدم دخول عالم الكاميرات الرقمية في تلك الفترة ، فالشركة التي بنت امبراطوريتها على مبيعات الأفلام وأوراق طباعة الصور لا تريد أي اختراع من الممكن أن ينافس منتجاتها الموجودة، وبالأخص إن كان المنتج الجديد لا يجلب نفس كمية العائدات المادية بنظرهم، وبالنتيجة دفعت الثمن غالياً، ومن هنا كانت محاولة اللحاق بالسوق متأخرة ١٤ عاماً ، وكانت بداية النهاية ربما حين رضخت أخيراً وأطلقت كاميرا شبه رقمية ولكنها فشلت لأن الكاميرات المتوفرة في الاسواق هي اكثر حداثة عنها ، وبعد فشل هذه الفكرة بدأت كوداك بإنتاج كاميرات رقمية جديدة، لكن التركيز بقي على الطباعة وهذا سبب فشلها أيضا لتأخرها الشديد عن المنافسين
مع مطلع العام 2000 بدأت الأمور تتغير بسرعة كبيرة ، إذ انخفضت مبيعات الكاميرات التقليدية بشكل حاد، وبحلول العام 2012 أشهرت كوداك إفلاسها على أمل إعادة تنظيم ديونها وهيكلة نفسها بشكل أفضل للتعايش مع الواقع الجديد عبر تجربة انتاج كاميرات رقمية رخيصة ، لكن دون فائدة، كما أصدرت هاتفاً ذكياً فشل تماماً، ومن ثم حاولت الدخول في عالم العملات الرقمية وطرق تعدينها دون جدوى ، تعمل كوداك اليوم في مجالات الطباعة التقليدية وثلاثية الأبعاد والتغليف ومع أن عائدات الشركة اليوم لا تزال كبيرة نسبياً (حوالي 1.3 مليار دولار أمريكي) فهي أصغر بكثير من أيام أمجاد الشركة حين كانت تسيطر على السوق منفردة قبل أن تنتزع منها شركات اخرى معظم اسواقها (Canon و Nikon)مثل
بحث نقولا أبو فيصل