بين بابا روما وشعوب كندا الاصليين مغفرة …تسامح لاجل المستقبل
كتب نقولا ابو فيصل*
زار الحبر الاعظم البابا فرنسيس مقاطعة ادمنتون حيث التقى الشعوب الأصلية لكندا ولبس زيهم وقبل ايدي امرأة كندية مسنة من السكان الاصليين وقال البابا فرنسيس “أعزائي الشعوب الأصلية لكندا ، لقد جئت إلى أراضيكم الأصلية لاخبركم شخصيًا عن حزني ، وأطلب مغفرة الله والمصالحة والشفاء والتعبير عن قربي والصلاة معكم ومن اجلكم.” وتعتبر زيارته إلى كندا هي الاولى في رحلة للاعتذار عن دور الكنيسة الكاثوليكية في إدارة مدارس داخلية انتهكت فيها الطفولة في كندا بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث سُجل، عنوة، زهاء 150 ألف طفل من السكان الأصليين بشكل قسري في أكثر من 130 مدرسة داخلية مدعومة من الدولة تدير معظمها الكنيسة الكاثوليكية ، وقد تم أبعاد هؤلاء الأطفال عن أسرهم وعزلوا عن لغتهم وثقافتهم ، وكان العديد منهم ضحايا سوء معاملة واغتصاب وسوء تغذية، مما أدى إلى وفاة زهاء ستة آلاف طفل مما اعتبرته لجنة تحقيق وطنية «إبادة جماعية ثقافية»، وشكل صدمة كبيرة في المجتمع الكندي
وينتظر السكان الأصليون لكندا زيارة البابا بفارغ الصبر على أمل أن يجدد اعتذاراته التاريخية التي عبر عنها في شهر نيسان من الفاتيكان ، ومن المتوقع أن يقوم البابا بمبادرات رمزية، من بينها إعادة عدد من القطع العائدة للشعوب الأصلية والمعروضة في متاحف الفاتيكان منذ عقود ، وقال جورج أركاند جونيور، رئيس “اتحاد الشعوب الأصلية في كونفدرالية المعاهدة 6” في مؤتمر صحافي الخميس في ادمونتون إن هذه الرحلة التاريخية هي جزء مهم من رحلة الشفاء ، لكن ما زال يتعين القيام بالكثير ، فيما حذر إيرفين بول، زعيم قبائل «لويس بول كري»، من أن «الزيارة قد تؤدي إلى فتح جروح ناجين».
بكل الاحوال ومهما كان رأي البعض فأن المهم هو ان رأس الكنيسة الكاثوليكية يعتذر نيابة عن بعض أعضاء كنيسته المتورطين في ملف المدارس الداخلية ، وها هو يقدم الاعتذار لهم شخصياً في أراضيهم وهنا عظمة التواضع ، وكان البابا قبيل توجهه إلى كندا صرح أمام الحاضرين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان يقول «لسوء الحظ ساهم العديد من المسيحيين في كندا ومن ضمنهم بعض أعضاء الجماعات الدينية في سياسات الاستيعاب الثقافي التي أضرت في الماضي بشكل خطير بالسكان الأصليين وبطرق مختلفة» وكانت قضية الاعتداءات على أطفال الشعوب الأصلية قد تفجرت في العام 2015وقد أعرب وقتها رئيس الحكومة الكندية ترودو عن حزنه لاكتشاف 751 قبراً لأشخاص مجهولين في مدرسة داخلية سابقة للسكان الأصليين في قرية مارييفال في مقاطعة ساسكاتشوان في غرب كندا.
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية