بين الافراط في نمط الحياة وحب التملك والغيرة القاتلة
نقولا أبو فيصل*
الافراط في التواضع ليس نقصاً وهو في كثير من الاحيان يجلب المذلة لصاحبه ، كما أن الإفراط في اللين ليس ضعفاً بل ربما طيبة زائدة، والافراط في العمل ليس طمعاً بل طموحاً وضرورة ظرفية للاستمرار في المقاومة والصمود، وهو بأي حال أفضل بكثير من الافراط في الراحة الذي يعد خمولاً ، مثله مثل الافراط في الحذر الذي يتحول الى وسواس يقتل الطموح ، ومن سوء حظ الانسان الناجح هو وجود اشخاص حوله يفسدون حياته وحياتهم ايضاً نتيجة البغض حيناً والحب الزائد حيناً اخر والذي قد يبلغ حد التملك في معظم الاحيان، وهنا المصيبة الكبرى والهلاك الحتمي للعلاقات بين البشر ….
ويأتي السؤال الوجيه : هل حب التملك هو حب أو مرض نفسي؟ وهل هو فى أساسه غيرة محببة أو أنانية خبيثة؟ في الغالب أجد أن حب التملك يتنوع بين السيطرة والاستيلاء ، وبين الرغبة في الاحتفاظ بالأشياء من مال وممتلكات عينية وبين أن يكون تملكاً للأشخاص بما يشبه الحب الجنوني المفرط فيه من الغيرة والامتلاك وهو حب مبطن بالخوف والشك والإخضاع.
وفي الغالب تكون الغيرة غير مبررة وقد تصل الى الشك والاتهامات بأمور ليس لها أساس من الصحة، ومن الاتهامات الشائعة هى مغازلة الآخرين أو الخيانة أو محاولة إملاء أوامر بين الشركاء والشعور بالغضب لعدم طاعتها ، وغالباً تصل لعدم تقبل أي انتقاد نابع عن عدم وجود ثقة بالنفس، وبالتالي فإنه من السهل أن يتم استفزاز الشريك وتعكير مزاجه، وكما أن هذا النوع من الأشخاص لا يمكنه تحمل مسؤولية المواقف السلبية، فسوف يحاول التهرب منها وإلقائها على الشريك وبالنتيجة يتحول الى مرض يقتل صاحبه.
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية
