بين صلاحيات الرئيس ودولة بثلاثة رؤساء!
نقولا أبو فيصل*
ما كان يعرف بالجمهورية اللبنانية يحتضر الان بسبب التقاسم الطائفي بين الشيعة والسنة والمسيحيين والدروز ، والنظام السياسي الفاشل الذي قام على مبدأ “ستة وستة مكرر” وهذا الامر جعل منها دولة تسير بثلاثة رؤوس أو ربما عشرة رؤوس وست أرجل وربما عشرين رجلاً ، وكل رأس يريد أن يجرها لمصلحة طائفته وبإتجاه مصالحه فقط فأسلمت الروح ولم تعد تتحرك وهي تغرق الان ، وهكذا ومع دولة بثلاثة رؤوس لا يمكن ان تستمر حياة خمسة ملايين مواطن لبناني في السجن اللبناني الكبير ، فيما تبقى حياة ما يفوق ١٢ مليون لبناني في الانتشار معلقة بدولة فارقت الحياة ، وبالمناسبة لماذا لا تتم الدعوة الى استفتاء حول النظام السياسي الجديد؟ وأي وطن نريد ؟ بعد أن انشأت فرنسا في العام ١٩٢٠ في لبنان دولة برأسين ، ثم عادت فرنسا بعد ١٠٠ عام لتكتشف ان دولة الرأسين فشلت، وحل مكانها دولة الرؤوس الثلاثة ومضى العمر ونحن ننتقل من الاحادية الى الثنائية الى الثلاثية وربما ذاهبون الى التعددية في ادارة البلاد.
الدولة الفاشلة تطلق النار على نفسها تقتل شعبها ، نتيجة الفساد والهدر والسرقة ، نتيجة السمسرة والجهل ، نتيجة الاهمال والاهم نتيجة فشل ٣٠ سنة نظام طائفي فاسد ، نعم لتغيير النظام اللبناني ليكون نقطة الإنطلاق من جديد ، لا وطن لا دولة تحكم بثلاثة رؤوس ، نظام بثلاثة رؤوس و١٨ مذهبا لا يمكن ان يبني دولة، ومن المؤكد أننا بحاجة الى نظام جديد يحترم المواطن وحقوقه وينصف الجميع ، ومن الضروري ايضاً لتحقيق اهداف ومشاريع مفيدة للمواطنين اللبنانيين ان يتم خلق فريق واحد متجانس متكامل لينفذّ المشاريع ، وعلى هذا الاساس يحاسبهم الشعب.
ما يسمى “باتفاق الطائف” المشؤوم لا يمنح الفرصة لبناء دولة، كما كانت قصة الطائف تركيبة وخدعة ، ولا ادري كيف دخل فيها الاطراف المتنازعة وما هي الاثمان التي قبضوها “لأن الموجود عالورق غير الموجود في الجغرافيا “وهكذا تم شطب معظم صلاحيات رئيس الجمهورية وخلق تنين بثلاثة رؤوس ! ورأس الدولة اي رئيس الجمهورية هو الأضعف بينها
من ناحية الصلاحيات الدستورية ، وفي الاخير أرى الحلول حسب رأيي الشخصي بالدولة العلمانية بالكامل التي تراعي الخصوصية اللبنانية مع نظام رئاسي يعتمد المداورة بين الطوائف وفريق عمل يحكم البلد وليس ثلاثة رؤوس متناحرة.
*من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤