كتب نقولا ابو فيصل بين الحب العاطفي ، الغريزي والجسدي….
مما لا شك فيه أن الحب عند غالبية الرجال والنساء في هذه الايام يعني بمفهومهم الأمان والراحة والإشباع العاطفي والغريزي معاً ،وهذا دون شك هو إسقاط خاطئ لمعنى الحب ، وحبذا لو أنهم يعودون الى الكتاب المقدس ويقرأون ان الزواج هو رابط مقدس مبني على الحب والمودة والاحترام والتعاون , على ان الارتباط بالزواج يجعل الرجل والمرأة يحققان الاشباع العاطفي والغريزي والنفسي ، وفيما الحب الروحي يقود للحب العاطفي فإن الحب الجسدي هو نتيجة حتمية للحب العاطفي عادة ، في حين أن دور العقل يقتصر على القبول والإعجاب.
والحب العاطفي ينقذ الانسان من حالة الضياع عاطفياً ، وينقله الى حالة الشعور بالانتماء، وأنه يرتبط بشخص عاهده أن يكمل العمر معه ، واذا كانت الكلمة الطيبة هي سر نجاح العلاقات العاطفية ، لكنها يمكن أن تتحول الى رصاصةً قاتلة عند فقدان الاحترام ، فالانسان بحاجة الى الحب والدعمَ العاطفي اولاً ، وتاريخ البشرية هو صنيعة الكثير من العواطف والحب مثلما هو صنيعة العقل ، لكن قوة الحب تبقى في صدقه مما يجعله يؤسس لعلاقات زوجية يسودها السلام واحترام الاختلاف في الرأي وربما في المعتقد، لكن للاسف فأن الاحساس بالحب قد تقلص كثيراً في هذا الزمن ، وضاع البشر بين النزوة والفراغ العاطفي والاقنعة المزيفة.
وعموماً فأن تركيز الرجال والنساء في الحب ليس قائماً فقط على الاشتهاء الجسدي ، بل أن حب الشخص للاخر قد يكون لشخصيته بغض النظر عن التقارب الجسدي حصل ام لم يحصل ، فالحب الحقيقي هو علاقة تسمو عن اشياء كثيرة وترتقي الى أبعد الحدود لتتوّج بالعلاقة الحميمة ، لكن الشهوة لا تؤدي الى الحب فالحب مشاعر ، وحين يصل الحبيبان بالحب الى نشوة المشاعر فهذا أعظم بكثير من نشوة الجسد ، على ان كل توصيفات الحب الاخرى ليست مهمة ، فالإنسان اذا أحب شريكه أحبه بقلبه وغالباً بعيوبه وجنونه ، وهكذا فأن تسمية بعض العلاقات الغرامية بمسمى “الحب” هي تسمية في غير محلها وهي ليست كذلك بل هي مجرد “نزوة جنسية” بالتوصيف الحقيقي.