بقلم الدكتور الشاعر عبّاس فتوني “الضَّادُ مَمْلكتي”
“الضَّادُ” مَمْلَكتي، وَاللهُ حاميها
فلستُ أَخْشى عليها مِنْ أَعاديها
أَعْظِمْ بها لُغَةَ القرآنِ خالدةً
أَحْلى اللُّغاتِ رَسُولُ اللهِ راويها
تاريخُ عِزَّتِنا، تَوحيدُ أُمَّتنا
تَزهو بروعتها، مَنْ ذا يُضاهيها؟
رَمْزُ العُروبةِ والإِسلامُ رائِدُها
وهْيَ الهُويَّةُ بالأَرواحِ نَفْديها
إِرْثٌ جليلٌ إِلى الأبناءِ نورِثُهُ
نَبني حَضارَتَنا مِنْ مَجْدِ ماضيها
إِنَّ البلاغةَ سِرٌّ مِنْ محاسِنِها
حَدِّثْ بلا حَرَجٍ مَدْحًا وتَنْويها
هِيَ الفصاحةُ في أَبهى مَظاهِرِها
إِختارَها اللهُ، هذا الفَخْرُ يَكفيها
حروفُها حِليةٌ يَختالُ حامِلُها
جَواهِرُ الكَونِ بَعضٌ مِنْ مَعانيها
أَلفاظُها دُرَرٌ هيهاتَ أُدْرِكُها
والمُفرداتُ بِحارٌ لَسْتُ أُحْصيها
كالدَّوْحِ تنمو مَعَ الأَيَّامِ باسقةً
تَدَفَّقَتْ عِبَرًا كُرْمى لِساقيها
نَثْرًا وشِعرًا مَدى الأَزمانِ تُسْحِرُنا
وحَسْبُها أَلَقٌ لَحنُ الهَوى فيها
صُغْتُ الرَّوائِعَ مِنْ أَنغامِ أَحرُفها
فشَنَّفَتْ مِسْمَعَ الدُّنيا قوافيها
أَوْقَفْتُ عُمْرِيَ هَيْمانًا بخِدمتِها
وسوفَ أَبْقى أُحَيِّيها وأُحْييها
مِنْ شِدَّةِ الحُبِّ والإِعجابِ مِنْ صِغَرٍ
صِرْنا صَديقَيْنِ تُعطيني وأُعطيها
نِعْمَ الصَّديقةُ أَهدَتْني نَفائِسَها
أَحْلى القصائِدِ طولَ العُمْرِ أُهديها