كتب نقولا ابو فيصل”بين مرضى الاجساد ومرضى العقول.. والتواضع”
يتفق معظم اطباء وعلماء النفس أن الإعاقة ليست حصراً في الجسد ، بل في الروح والعقل والإرادة ! حتى أن كبير الاطباء في علاج مرضى ألزهايمر Gary Small يرى أن النظام الذي أتبعه مع هؤلاء المرضى هو نظام الحياة الذي يجب أن يتبعه كل إنسان والذي يعتمد في أساسه على الغذاء الصحي وعلى رياضة الجسد والعقل ، ونُذكر عشاق الجسد ومرضى الشهوات ان الحياة لحظة واذا أهملنا الروح تفوق الجسد على صاحبه وارهقه ، اما الروح فإنها كلما سقيت بالمحبة والقناعة والرضا كلما جعلت الانسان سعيداً.
إن مرضى الروح والعقل والفكر والقلب هم المرضى الحقيقيون وليس مرضى الاجساد الذين ابتلاهم الله بالمرض الجسدي لفحص إيمانهم وشجاعتهم وقدرتهم على المواجهة، وعندي تجربة شخصية مع المرض قبل عشر سنوات ويومها كان قراري “لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس”وقد شكلت صلابة الايمان بالله عندي والطاقة الايجابية والشجاعة عاملاً مهماً للتصدي للمرض ، مترافقاً طبعاً مع النعمة الالهية وهي الاساس في الشفاء ،
وهكذا فإن مرضى الاجساد ليسوا مرضى بل مرضى القلوب والعقول الذين يعتقدون أن لا مخلوقات سواهم في هذه الارض هم المرضى ومرضهم نفسي ويصعب الشفاء منه ، لانهم يتعالون على الخالق والمخلوق معاً ، امثال بعض اشباه الرجال من اهل السلطة في لبنان الذين لا يعلمون احجامهم ولا يعرفون أنهم ضعفاء جداً ، وأن “بعوضه ” تستطيع أن تدمر حياتهم وتجعلهم طريحي الفراش ، لذلك فأن التواضع وشكر لله على ما هم عليه هو أفضل من التكبر والتعالي يا أصحاب المعالي ….! “قبل الكسر يتكبر قلب الانسان، وقبل الكرامة التواضع.” (أم 18: 12).