كتب نقولا أبو فيصل”بين قبلة يهوذا الإسخريوطي …وقبلة صديق”!
بحسب الكتاب المقدس فإن يهوذا الإسخريوطي هو من تلاميذ المسيح الاثني عشرة ، وهو التلميذ الذى خان يسوع وسلمه لليهود بعد أن قام بتقبيله للدلالة عليه مقابل قبضه لثلاثين قطعة من الفضة ، والتي عاد وارجعها لهم وندم على فعلته وشنق نفسه، وقد ابتاع رؤساء الكهنة بتلك الفضة حقل الفخارى الذى سُمي بعد ذلك “حقل الدم” علماً أن يسوع كان يعرف دائماً أن يهوذا هو تلميذ غير وفي له “ أَلَيس أَني أَنا اختَرتكم؟ وواحد منكم سيسلمني” رغم أنه كان قد أوكل ليهوذا مهمة حفظ المال وكان صندوق المال عنده وكان يختسله ،
وتعد “قبلة يهوذا” أكبر خيانة في التاريخ ، وقد كتب عنها الكاتب الفرنسي أوبير برولونجو روايته الشهيرة التي تدور حول حياة يهوذا الأسخريوطي منذ بداية حياته في الفقر والظلم ، وعلى ما ذكر الكتاب المقدس، فإن المسيح وأثناء العشاء الأخير له مع تلاميذه كان قد اعلن لهم عن أن واحداً منهم سيسلمه لحكم الموت لتكتمل جميع النبوات” وفيما هم يأكلون قَال لهم : الحق أقول لَكم إِن واحدا منكم يُسَلِّمنى فحزنوا جداً وابتدأ كل واحد منهم يقول له: هل أنا هو يا رب؟ فأجاب وقَال: “الذى يغمس يده معي فى الصحفة هو يُسَلِّمُني (مت 26: 23) إِن ابن الإنسان ماضٍ كَما هو مكتوب عنه ، ولَكن ويل لذَلك الرجل الذى به يُسَلَّمُ ابن الإنسانِ كَان خيراً لذَلك الرجل لو لم يولد!” فسأل يهوذا: “هل أنا هو يا سيدي ؟” أجابه: “أنت قلت” .
أصدقائي ، قبِّلوا بعضكم بعضاً بقبلات طاهرة وبقلوب نقية غير غاشة , ذلك أن قبلة الروح هي أقوى وأشد تاثيراً من قبلة الجسد كما أن قبلات الاصدقاء بالغالب هي قبلات صادقة وأمينة ، والمطلوب هو قُبلة القلب لا قبلة الشفاه ، فإنه حيث لا يوجد حب ولا يوجد إيمان يكون الكبرياء الذي يفقد الإنسان كل بركة روحية ، والكبرياء خطيئة مميتة وهو سبب سقوط آدم تحت سلطان الخطيئة وسقوط إبليس في النار .
*كاتب وباحث ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع