كتب نقولا أبو فيصل”بين ابن خلدون وشعب لبنان والبنك الدولي”!
في مقدمة ابن خلدون أكل العرب الإبل فأخذوا منها الغيرة ، وأكل الأتراك الخيول فأخذوا منها الشراسة والقوة وأكل الإفرنج الخنزير فأخذوا منها الدياثة ، وأكل الأفارقة القرود فأخذوا منها حب الرقص والطرب .. وقيل كلّ من ألف ضرباً من ضروب الحيوانات اكتسب من طبعه وخلقه ، فإن تغذی بلحمه كان الشبه أقوی ..لكن ماذا عن كوريا؟ هناك يأكلون الكلاب ولا اعرف ان اكتسبوا طبعها ام ورثناه عنهم أم اكل الفروج جعلنا مثل الديوك على بعضنا !
وما دمنا نتحدث عن عالم الحيوان يقول الشاعر الثائر إرنستو كاردينال” أن يعبر جمل ٌ من ثقب ِالإبرة أسهل من التطوّر عن طريق البنك الدولي” الذي طالب الحكومة اللبنانية خفض حجم القطاع العام وقد يكون محقاً في ذلك وما اعتقده أنه يمكن الاستغناء عن 250 الف وظيفة حكومية وخفض الإنفاق الحكومي بعد رفع الدعم عن القمح والمحروقات والتي بمعظمها كانت ولا تزال تهرب خارج الحدود وخصخصة القطاع العام .
دعونا نأخد الاكوادور نموذجاً ، فانه خلال ثلاثة عقود ارتفع نسبة الفقر من 50% إلى 70% وازدادت البطالة من 15% إلى 70% وارتفع الدين العام من 240 مليون دولار إلى 16 مليار دولار ، ويلقى الاشارة ان نصف ميزانية الاكوادور هي لسداد الديون ، كما أن بيع اخشاب غابات الاكوادور يذهب منها 75% إلى شركات البترول الأميركية ، ومستقبل كهذا ينتظر لبنان بعد استخراج الغاز من البلوك رقم 4 ببركة البنك الدولي.
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب”جزء 5
