كتب نقولا أبو فيصل “بين موت سقراط مسموماً والتخلي عن مبادئه”
في العام 399 ق .م أصدرت محكمة أثينا حكمها بالموت على الفيلسوف اليوناني سقراط عن طريق شرب السم واثناء تنفيذ الحكم تجمهر حوله طلابه حُزنًا عليه لوداعه بعد أن تعلموا منه افكاراً جديدة عن الحقيقة والفضيلة ، وقد رفض سقراط الاعتراف بخطأ لم يرتكبه لتخفيف الحكم عليه، وشرب السم من أجل حريته الفكرية، وحده افلاطون تغيب عن جلسة المحاكمة رغم انه كان من طلاب سقراط مدعياً المرض زوراً لعدم حضور جلسة اعدام مُعلمه مما دفع بأحد الرسامين الى رسمه عجوزاً مع أنه في حينها كان شاباً !
والمعروف عن سقراط انه كان متزوجاً من سيدة صعبة المعشر اسمها Xanthippeكما كان يقول لتلاميذه”على كل حال تزوّج إذا حصلت على زوجة صالحة فسوف تصبح سعيداً ، وإن حصلت على زوجة سيئة فسوف تصبح فيلسوفًا” وكان يصف زوجته بأنها سليطة اللسان تعانده وتجادله كثيرًا أمام الناس وتلومه على وضعها المادي السيء معه ، وكان سقراط لأ يأبه لتصرفات زوجته ، وعندما سُئل عن ردة فعله ، أجاب بأنه أصبح فيلسوفًا وحكيمًا بفضل نكدها!
وفي الصورة ادناه يبدو سقراط رافعًا اصبعه للأعلى قبل شربه للسم منوهًا إن الحقيقة والعلم يأتيان من العقل وحده وأن السلطة للعقل ، وقد كتب جبران خليل جبران عن سقراط يقول “المرء لا تعذبه الاضطهادات إذا كان عادلاً ولا تفنيه المظالم إذا كان بجانب الحق “سقراط” شرب السم مبتسمًا و”استفانس” رجم فرحًا ، ولكن هو الضمير نخالفه فيوجعنا ونخونه فيقضي علينا “شرب سقراط السم بيده وفضّل الموت على تغيير أفكاره ومبادئه أمام البطش والتعذيب في السجن ، مبادئ سقراط كانت ثلاثة وهي الحرية ، العدالة والكرامة ، وكم نحن بحاجة اليوم في لبنان الى هذا الثالوث !
*كاتب وباحث ورئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية