كتب نقولا أبو فيصل “بين الرّغبة والقدرة والخروج من جهنّم اللبنانيّة”!
ممّا لا شكّ فيه أن عودة الحياة الى الاقتصاد اللبناني سوف تساهم في عودة البهجة والسعادة والعزم للشعب اللبناني المغلوب على أمره ، كما سوف تساهم في عودة الرّغبة بالحياة والاستقرار في ربوع الوطن والتّخلي عن فكرة الهجرة ، كما تساهم في تغيير جوهري لنمط الحياة نحو الافضل فكرياً ، روحياً ، صحياً وجسدياً، وفي امتلاك حكامه القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة والعمل بموجبها ، ويترافق ذلك مع ضخ المال من جديد ما يشدّد من عزيمة شعبه الطيّب ، على أن الرغبة عند اللبنانيين في العيش بسعادة هي اهم دافع للتخلص من قيود الماضي وألمه والقدرة على فتح صفحة جديدة،
كما ان الخروج من جهنم اللبنانية يتطلب الرغبة والقدرة وتوفر الفرصة ، وبما ان الرغبة موجودة في قلوب اللبنانيين والقدرة موجودة في عقولهم ، فالفرصة متاحة اليوم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية نظيف الكف واللسان ، لديه القدرة على وقف الفساد والانهيار من خلال اعادة الثقة بالدولة اللبنانية من قبل المجتمع الدولي ، ومعه ينتظم عمل المؤسسات من جديد بالتكاتف والتضامن بين شرائح المجتمع مما يولد الاستقرار والسلام للبنان ، لكن السؤال هل الفرقاء اللبنانيون لديهم الضوء الاخضر من مشغليهم في الخارج للقيام بهذه الخطوة وفعل ذلك وانتخاب هكذا رئيس؟ !
واذا كان المواطن اللبناني يعيش اليوم أسوأ أزمة صنفها البنك الدولي ضمن أصعب ثلاث أزمات سُجِّلت في التاريخ منذ منتصف القرن التاسع عشر ، والتي تسببت في انهيار حاد للعملة الوطنية ، وكل ذلك هو نتاج سياسات مالية خاطئة ، ناهيك عن “تركيب طرابيش” من بعض الوزراء الفاشلين الذين كانوا يظنون انفسهم رجال دولة وهم بالفعل أقزام في السياسة والاقتصاد ، بعد ان عقدوا مئات الصفقات على طريقة “مرقلي لمرقلك “في حين كان ولا يزال الحاكم بأمر المال يسهل عمليات سرقاتهم وتبييض اموال فسادهم على حساب سمعة لبنان المالية التي صارت في الحضيض!
من سلسلة كتب ” عن لبنان لماذا أكتب؟” جزء 5