كتب نقولا أبو فيصل “بين كسر الخواطر وجبرها…ترنح حياة شعب”!
من المؤكد أن الطرقات الصعبة غالباً ما تؤدي إلى وجهات رائعة ؟ ولكن هل صحيح أن كسر الخواطر يؤدي الى إحباط وفشل ؟ وأن جبرها ليس سهلاً ، وأن العودة الى البداية وكأن شيئاً لم يحدث ليس بالامر السهل ، فالأشخاص الذين لا يجيدون التصنع ولا يلبسون الأقنعة لا يمكن كسرهم ، فإنك اذا غبت عن أعينهم فلن تغيب عن قلوبهم أبداً ، لذا وجب احترام مشاعرهم ، ورغم أن ما كسر لا يمكن ترميمه وأن كسر الخواطر من صنع الانسان وحده ، وجبرها من صنع الله وحده الذي اذا اراد فعل !
ولأن جزاء الاحسان بالاحسان يكون ، ولأن الخاطر الذي تجبره لمن يحبه الله، فإن الله سوف يحبك لاجل جبر خاطره ، ولأن من سار بين الناس جابراً للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر ، أيّ أنّ الإنسان الذي يُغيث الملهوف ، ويُسارع في جبر خاطر المنكسرين حوله فإنّه عندما يقع في شدة كبيرة فإن الله سوف ينقذه من اخطارها ، كما أنقذ غيره وجبر خواطرهم ، وما من شعور أصعب على الإنسان من أن يعود مكسور الخاطر ، ومن أراد أن يعيش مجبور الخاطر عليه ألا يكسر خواطر غيره في الحياة.
ومهما طال الانتظار ايها اللبناني المظلوم فلا تحزن عند اصابتك بالاسهم الجارحة من الأقربين لك من حكامك ، فإنه سوف يأتي من يُعيد الحياة للوطن من جديد في الوقت الذي يختاره الله.
الحياة قصيرة جداً ولا تحتمل الحزن أبداً ، حاول أن تتجاهل أوجاعك وأن تتناسى همومك، ابتسم في وجه من أساء اليك ، عش حياتك بفرح ، أخبر قلبك أنّه يستحق الفرح والابتسامة، وكن مطمئناً لان السعادة ليست حلماً ولا وهماً وليست أمراً مستحيلاً ، بل هي تفاؤل واتكال على الله وصبر بغير استعجال.
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب؟” جزء 5