“اللقاء الديمقراطي” يواصل البحث عن مخارج.. وبري يستعد لجلسة تشريعية
في الوقت الذي لا زال يعيش العالم بأسره تداعيات الزلزال المدمّر الذي استهدف مناطق واسعة في جنوب تركيا وشمال سوريا، وما خلّفه من أضرار كبيرة في الأرواح والممتلكات، يبقى الوضع السياسي في لبنان على حاله من التعقيد، لا بل أن العاصفة الثلجية قد انعكست برودة على خط الاستحقاقات والأزمات التي تراوح مكانها من دون أي أفق قريب للحلول.
وفي هذا السياق، خرق الحراك الذي يتولاه اللقاء الديمقراطي منذ فترة بغية احداث خرق ما في جدار الأزمة الجمود السياسي القاتل، مواصلاً لقاءاته بمختلف القوى السياسية، حيث التقى النائب تيمور جنبلاط أمس النائب ميشال معوض، في منزله في بعبدا، حيث تم التأكيد على ضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي وأهمية التنسيق والنقاش المشترك حول المرحلة المقبلة والبحث عن مخارج للأزمة.
وفي ظل المراوحة القائمة، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى الى أن لا جديد في ما خص الاستحقاق الرئاسي، لافتاً في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الى أن الاتصالات بين الفرقاء السياسيين لم تتوقف في هذا الصدد، لكن حتى الساعة لم يظهر أي توجه جدي يفضي الى انهاء الشغور الرئاسي، مستبعدا دعوة النواب لانتخاب الرئيس في وقت قريب.
في هذه الأثناء، يسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة تشريعية لاقرار قوانين ضرورية وملحة، تحت شعار تشريع الضرورة، وفي هذا السياق لفت موسى الى دعوة مكتب المجلس للاجتماع لوضع جدول أعمال الجلسة النيابية المرتقبة، التي يبقى تحديد موعدها من صلاحية الرئيس بري وحده.
وعن اللقاءات التي يجريها البطريرك مار بشارة الراعي مع القيادات المسيحية واحتمال دعوته للقاء في بكركي، رأى موسى أن أي حوار يجري في هذا الاطار سيكون له مردود ايجابي على أمل أن يخرج بنتيجة تساعد على انهاء الشغور الرئاسي، لكن لغاية الان هناك تباعد بين الفرقاء على مختلف مشاربهم والبطريرك الراعي يدرس ما اذا كان هناك امكانية لحوار بين القوى المسيحية يؤدي الى شيء ايجابي قد يساعد على حلحلة في الملف الرئاسي.
من جهته، كشف النائب أحمد رستم في اتصال مع جريدة الانباء الالكترونية أن الامور ما زالت غامضة بما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي وانهم في زيارتهم الاخيرة للرئيس بري تمنوا عليه الاسراع بتحديد جلسة لانتخاب الرئيس، فكان رده أنه لن يدعو لهكذا جلسة قبل وجود مرشحين جديين، لأن الناس ملّوا من مسرحية الورقة البيضاء وما تعكسه من أجواء غير محبذة لدى اللبنانيين.
وقال رستم: “للأسف ليس هناك معطى ايجابي لتغيير ما، لان تركيبة البلد تتطلب انتخاب الرئيس من غالبية النواب وهذه المسألة تتطلب توافقاً نيابياً كما ان هذه الغالبية تنتظر كلمة السر تأتيها من الخارج”، مضيفاً “كنا نتوقع موقفاً ايجابياً من الاجتماع الخماسي الذي عقد في العاصمة الفرنسية لدعم لبنان الذي جرى قبل يومين لكن للأسف لم يحصل شيئا.
كل الملفات تبدو مجمدة، وحتى تلك التي توضع على الطاولة هي لتقطيع الوقت ليس أكثر، فيما بات واضحاً أن التسوية في مكان اخر ولا تزال بعيدة على الأرجح.
جريدة الأنباء الإلكترونية