المطران ابراهيم في اربعين المرحوم جوزف جبور: المسؤولون عندنا لا يحسنون القيادة
ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم الذبيحة الإلهية في كنيسة سيدة الإنتقال ابلح في ذكرى مرور اربعين يوماً على وفاة المدير العام السابق لوزارة الزراعة المرحوم المهندس جوزف حنا جبور بمشاركة كاهن الرعية الأب فادي الفحل والأب شربل راشد، بحضور النائب سليم عون، اهل الفقيد وابناء البلدة.
بعد الإنجيل المقدس كان للمطران ابراهيم عظة قال فيها:
” أبتي الحبيب فادي، أيها الأحباء بنات وأبناء هذه البلدة الحبيبة أبلح. آتي إليكم من جديد لنتقاسم الذبيحة الإلهية مصلين معا لأجل بعضنا البعض، لإجل كبارنا وصغارنا ومرضانا والذين سبقونا من أهلنا وأحبائنا وسوف نذكر خصوصا المرحوم المهندس جوزف جبور الذي يحيا الى الأبد برفقة الرب يسوع والقديسين. في جنازه الأربعين نصلي قائلين: كما قمت يا ربنا من الموت في اليوم الثالث، وبقيت معنا على الأرض مدة أربعين يوماً من بعد قيامتك، ثم في تمام الأربعين يوماً صعدت إلى السماوات أمام رسلك القديسين الأطهار، هكذا أصْعِدْ نفسَ أخينا الراقد جوزف كما صعدت أنت. وأرحها في الأحضان السماوية. واغفر له كل خطاياه.”
واضاف ” جوزف كما عرفتموه كان رجل المحبة والخدمة والعطاء. هو من أوائل المهندسين الزراعيين في المنطقة وقد كان مديراً عاماً لوزارة الزراعة اللبنانية ومن أعضاء المجلس الأعلى لكنيسة الروم الملكيين. أثناء وظيفته مديراً عام كان نزيهاً ونظيف الكف وخدم الكل من خلال وظيفته. أحب بلدته أبلح وساهم مع الرعية وحاجاتها. كذلك في المجال الزراعي قام بتشجير مدخل مدينة زحلة وحديقة أبلح بالإضافة الى الكثير من المشاريع الانمائية. عمل على اعادة هيكلة وزارة الزراعة وشمل العمل اللامركزي في المناطق وخاصة مصلحة الزراعة في البقاع.”
وتابع سيادته “عمل جوزف بجهد ومثابرة لتثبيت الموظفين المستحقين ونجح في ذلك. تزوج من السيدة عفاف حبوش التي تميزت في عملها التربوي، الإنساني، والاجتماعي وكان ثمار زاوجهما ثلاثةُ شباب وشابة تميزوا في المجال الطبي والهندسي والتعاون الدولي، هم:
• دكتور الياس في أميركا الذي يقوم بندواتٍ في مؤتمرات عالمية، وهو حائزٌ على شهاداتٍ وجوائزَ كثيرةٍ عالمياً ومحلياً.
• دكتور هشام في اوتيل ديو وخدماته معروفةٌ في وطننا لبنان خصوصا على صعيد الاستشارات الطبية، وهو عضو في نقابة الاطباء للمرة الثانية.
• المهندس وسام دائم الاستعداد للمساعدة في عمله المعماري والهندسي.
• وجيهان المتخصصة في التعاون الدولي ومميزة في المشاريع الانمائية وفي الحقل الاجتماعي والتنموي على صعيد البقاع ولبنان.”
واردف المطران ابراهيم ” انتقل جوزف عن لبنان الذي أحبه، فخدمه من كل قلبه وبكل مواهبه، في زمن تلفه الكوارث والمآسي ويتشح بالسواد حِداداً على ذاته. إنه لبنان المأزوم حيثُ لا تكاد أزمة تهدأ، حتى تبدأ أزمة أخرى تلاحقها في ظل غياب دور الدولة ومؤسساتها. لقد أفرغوا الوطن من مهاراته وكفاءاته وهجّروا الكثير من أدمغته. فقدوا ثقة الناس والمجتمع الدولي وأخفقوا في القيام بأقل الواجب بانتخاب رئيس للجمهورية بل أمعنوا في مهزلة إهانة الناس بجلسات انتخاب تحقيريه. أذلوا الشعب وحرموه أبسط حقوقه. وتتوالى الأزمات الخانقة وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية وانقسام القضاء لتؤدي في النهاية إلى الفوضى العارمة والخروج عن السيطرة، والانفجار والانهيار.
أمام كل هذه المأساة لم نر خِطةً إصلاحية واحدةً بل وأصبحنا جميعاً أمام الحائط المسدود. والمسؤولون عندنا لا يحسنون القيادة ولا يدعون أحداً يتولّى مَلء مقعدِ القيادة مكانهم لتصويب مسار العجلات المختلّة.
أيها الأحباء، كل ما سبق لا يجب أن يرمينا في اليأس. لكل شيء نهاية ولا بُدّ من خلاص. لبنان اعتاد التجارب لكنه انتصر على جميعها. إن ما أصاب جيراننا من كارثة الزلزال المرّوع علّمنا أن نرى مصائبَ غيرِنا وأن نعّد بركاتنا. وكم أفتخرُ بإخوتي اللبنانيين الذين هبّوا بكل شرائحهم ومن عمق جراحهم ليقدموا يد العون والإغاثة لإخوتهم في الإنسانية. ومن بينهم الشاب عبدو سمعان ابن أبلح المسعف في الصليب الأحمر اللبناني. له كل التحية.
كما أحيي القوى الأمنية وعلى رأسهم الجيش اللبناني البطل، عمادُ ودِرعُ الوطن، جيشُ الشرفِ والتضحيةِ والوفاء بقيادة العماد جوزاف عون.”
وختم ” أود أن أعبّر لكم عن قربي منكم واتحادي بكم في هذه الظروف الصعبة التي تُصيبنا. أنتم أهلي وأبنائي وأخواتي وإخوتي في هذه الأبرشية المباركة والمزروعة بيد الله في بقاعنا الغالي. أتمنى أن تذكروني في صلاتكم في زمن الصوم المبارك الآتي وأنا بدوري أحملكم في قلبي وفي تضرعي.
أعزي مجددا عائلة الفقيد جوزف جبور وأتمنى لهم وللجميع طول العمر وأحدَ مرفعٍ مباركاً”
وفي نهاية القداس اقيمت صلاة النياحة عن نفس الفقيد وتقبلت العائلة التعازي في صالون الكنيسة.
اليومية / عارف مغامس