كتب نقولا أبو فيصل “بين الزواج في كرواتيا …وتفكك الأسرة في لبنان”!
حين يستعد شخصان للزواج في كرواتيا لا يقولان انهما وجدا الشريك المثالي ، بل يقول الكاهن لكل منهما “لقد وجدتَ صليبك، وليكن محبوباً ومحمولاً لا يُلقى بعيداً بل يُكرّم ويُعزّز”، وعندما يحضر العروسان الى الكنيسة لاتمام مراسيم الزواج يُحضران معهما صليباً ويقوم الكاهن بمباركته ثم تضع العروس يمينها على الصليب ويضع العريس يده فوق يدها ممسكتان به يُعلنان عهودهما بالوفاء والأمانة وعند انتهاء المراسيم لا يُقبّلان بعضهما بل يُقبّلان الصليب مصدر الحُبّ، ويفهم بوضوح انه اذا تخلّى احدهما عن الآخر فإنه يتخلّى عن الصليب وأنه اذا تخلّى عن الصليب فلا يبقى له شيء بل يكون قد خسر كلّ شيء.
بعد الاكليل يأخذ العروسان الصليب الى بيتهما الجديد ويمنحانه مكان الشرف في البيت ويصبح محطة محورية في صلاة العائلة مع الايمان بأن العائلة تولد وتنشأ من الصليب وعند حدوث خلاف فانه من خلال هذا الصليب سوف يُنشدان المعونة ولا يذهبان الى محامٍ ولا الى طبيب نفسي لحل المشكلة إنما يسجدان امام يسوع وامام الصليب ويتبادلان المغفرة ،كما يُعلّمان أطفالهما تقبيل الصليب كل ليلة وأن يسوع هو صديق العائلة الذي يُكرّم ويُحتضن..!وحين تذهب العائلة الى النوم يُقبل افرادها الصليب وأيقونة يسوع واثقين انه يحتضنهم بين ذراعيه لذلك لا يخافون من شيء
أما في لبنان الذي دخل في السنوات الأخيرة نفقاً من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتي ضربت كيانه رغم عزم المواطن اللبناني التعايش مع هذه الازمات محاولاً اجتيازها والوصول الى بر الأمان ، كما أن الواقع الاجتماعي بات سيئاً للغاية بعد فترة الحجر الصحي الذي فرضه وباء كورونا وما تلاه من انهيارات إن لناحية تدهور قيمة النقد الوطني التي أرخت بثقلها على العائلات اللبنانية وأدت الى تفكك أسري كبير نتيجة عدم القدرة على تحمل المسؤولية مما ساهم في زيادة نسبة الطلاق وما نتج عنها من أزمات مجتمعية كالعنف والحرمان من اكمال الاعوام الدراسية وزيادة نسبة العاطلين عن العمل إضافة الى العديد من الآفات الاجتماعية وصولاً الى تعاطي المخدرات وغيرها.
*كاتب وباحث ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية