كتب نقولا أبو فيصل “هل المخللات الاميركية … اصلها لبناني”؟!
في العام 1920 قصد المهاجر اللبناني “شكري بدور“ مدينة غولدزبورو في ولاية كارولينا للعمل ، وبعد فترة وجيزة قرر العمل لحسابه في تصنيع وبيع الخيار المملح المخلل نظراً لوفرة المحاصيل من الخيار الذي تنتجه المنطقة ولكثرة الطلب على المخلل وبهدف تحقيق الربح ، وقد ساعده في مشروعه “جورج مور” الذي إتضح لاحقاً أنه قليل الخبرة في صناعة التخليل ولم يكتب لمشروعه النجاح ، وكان تصميم العم شكري على الاستمرار بالعمل والبحث عن خطة عمل جديدة ، وبحلول العام 1926 تدخل رجل الأعمال I.F. Witherington الذي أدرك أن السيد بدور على وشك تحقيق شيء ما ، وقام بمساعدته في لقاء مجموعة من رجال الأعمال لتأسيس شركة انتاج وتعبئة المخللات في مصنع لا تتجاوز مساحته 3600 قدماً اي ما يساوي 1097.28 متراً مربعاً، وبلغ عدد المساهمين في الشركة 37 مساهماً برأسمال قدره 19500 دولاراً اميركيًا لا غير !
بعد مرور أقل من عشرين عاماً شهدت الشركة تغييرًا إيجابيًا كبيرًا، وتمكنت في العام 1943 من تحقيق ارباح سنوية بلغت مليون دولار اميركي وقتها ، وفي العام نفسه بدأت الشركة خطة لتقاسم الأرباح مع جميع الموظفين العاملين فيها بدوام كامل ،وبذلك أصبحت واحدة من 200 شركة في الولايات المتحدة تتبنى هذا القرار الحكيم والتفكير المستقبلي، وتم استعمال كلمة MOPICO لاختصار اسم الشركة Mt. Olive Pickle Company ، أما اليوم فتبلغ مساحة الشركة حوالي 800 الف متراً مربعاً ، خصص منها مساحة 365 الف متر مربع للتصنيع والتخزين ، كما تمتلك الشركة 1100 خزان من الألياف الزجاجية في الساحات المحيطة بها بسعة تخزين يمكن أن تستوعب أكثر من 100 الف طن من الخيار في كل موسم .
في العام 1959 ، تمكنت الشركة من إنشاء صندوق اجتماعي للموظفين وقد بدأ هذا البرنامج بميزانية صغيرة بلغت قيمتها الف دولار فقط، وكان هذا الصندوق يُدار من قبل لجنة منتقاة بعناية من موظفي الشركة، وعلى مدار عقود تمكن هذا الصندوق من التبرع بمئات الآلاف من الدولارات للعديد من المنظمات المجتمعية ، ويساهم الموظفون بمبلغ 30 سنتًا عن كل 100 دولار من إجمالي أجورهم ، وتعد Mt. Olive اليوم العلامة التجارية الأكثر مبيعًا للمخللات في الولايات المتحدة بأكملها ، كما أن النكهة الأكثر مبيعًا هي Kosher Dill ، ويبدو أن المستقبل لا يزال مشرقًا لهذه الشركة التي بدأت بإمكانات متواضعة جداً لتصبح كنزًا وطنيًا .
بحث نقولا ابو فيصل
