كتب نقولا أبو فيصل “نجاح مرسيدس بنزMercedes Benz !”
ولد الالماني كارل بنز في العام 1844 كان والده يعمل سائقاً للقطار، مما ساعده في التعرف على وسائل النقل والتعلق بالتكنولوجيا. بعد حصوله على دبلوم في الهندسة الميكانيكية ، عمل لمدة سبع سنوات في مصانع عديدة حالماً بتأسيس مصنعه الخاص، وفي العام 1871 بدأ كارل بنز مع زميل له العمل في محل صغير لإصلاح الآلات لكن الاخير لم يصمد، فاستمر بنز في العمل بمفرده ، حيث استطاع بعد محاولات عديدة باءت بالفشل ان يطور محركاً بصمامين ، مما دفعه إلى تأسيس شركة جديدة لإنتاج محركات السيارات التي تعمل على الوقود ، كما استطاع أن ينجح في بناء الشاسي، وأن يجعل المحرك قادراً على دفع العجلات الخلفية إلى الأمام بقوة المحرك مستخدماً سلاسل حديدية وأحزمة مطاطية ، وعلى الرغم من فشل أول سيارة له بعد تحطمها عند عرضها للجمهور ، إلا أن ذلك لم يحبط إصراره على تصميم سيارة متينة يمكن الاعتماد عليها ، إلى أن اخترع في العام 1906 السيارة التي تعمل بالعجلات الثلاث، والتي لا تزال معروضة حتى اليوم في المتحف الالماني .
في الوقت نفسه لمع اسم مبتكر الماني آخر هو جوتليب ديملر مخترع الدراجة النارية ، الذي عمل مهندساً ميكانيكيًا لمدة عشر سنوات في شركة متخصصة في إنتاج محركات الوقود في مدينة كولون ، قبل ان ينتقل الى افتتاح ورشة لتصنيع المحركات مع مبتكر آخر هو ويلهالم مايباخ قرب شتوتغارت ، مما مكنهما في العام 1890 من اختراع محرك بأربع سيلندرات تم استعماله للقوارب ، وقد سمي المحرك بأسمه، توفي ديلمر في العام 1900 عن عمر 65 سنة ، وسجل ورثته اسم مرسيدس رسمياً حسب وصيته حين اشترط أن تسمى هذه السيارات بإسم ابنته مرسيدس ، كما توفي من دون أن يلتقي كارل بنز ، استمرت شركة ديملر بالتطور، وعلى الخط نفسه كانت شركة بنز في بحث دائم عن تطوير محركاتها وسياراتها، وفي العام 1905 حققت الشركات الالمانية نجاحات كبيرة خاصة بعد اشتداد المنافسة بين مصنعي السيارات، وأصبح هناك شبه ثورة في دول عديدة خاصة الولايات المتحدة ، وقد شكلت الحرب العالمية الأولى ضربة قوية للشركات الألمانية ، مما ساعد هنري فورد لطرح سيارته الأولى التي حققت نجاحاً باهراً بتصميمها وأسعارها.
في العام 1926اتفق كارل بنز ومسؤولو شركة ديملر على دمج الشركتين، وشكل ذلك بداية جديدة لقفزة نوعية في عالم السيارات ، وفي العام 1929 توفي بنز عن عمر 85 سنة، أي بعد ثلاث سنوات من الاندماج مع شركة ديملر ،. وصادف بعدها أن بدأت المانيا بتعبيد طرقاتها وتوسيعها مع انتهاء الحرب ، حيث ازداد الطلب على سيارات المرسيدس بعد ان اعتمدها هتلر كسيارات رسمية للدولة ، وفي الحرب العالمية الثانية بدأت شركة مرسيدس بنز بتصنيع المحركات للسيارات والطائرات العسكرية ،ورغم تعرض مصانعها لخسارة قاسية ، بعد تدميرها من قبل طائرات الحلفاء، وفي العام 1960 بدأت الشركة في بإنتاج الشاحنات والمحركات الكبيرة مما أعطاها قوة كبيرة ودفعاً هائلاً. فالابتكارات التي أضيفت على سيارة مرسيدس كانت عظيمة حيث كانت الأولى في استحداث نظام الحماية الخاصة للسائق إضافة إلى الهياكل الآمنة ، رمز الشركة هي النجمة الثلاثية ويعود سبب هذا الاختيار من فكرة آلة تعمل في الجهات الثلاثة في البر والبحر والجو ، وعظمة هذه الشركة تكمن في عقلَي عبقرييّن ألمانييّن لم يلتقيا في حياتهما أبداً
بحث نقولا ابو فيصل
