ما يحصل في الجامعات… “بيكفّي بقى”
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
يأكلُ “حرامية هذه البلاد” الحصرم… وكلّ من على هذه الأرض يضرس… حتى من لم يتسنّ لهم أن يقولوا كلمتهم في صناديق الاقتراع ليقطعوا الطريق على من “قطع نفسنا”. فالعِلمُ في لبنان يكافحُ، وبالمعنى الحرفيّ للكلمة، من أجل الصمود، وهذا بات حال كلّ التلاميذ والطلاب.
إذ لم يكن ينقص الطلاب الذين يعانون أساسا جراء رفع الاقساط بشكل كبير وتحويلها إلى الدولار، سوى مشكلة الوصول إلى الجامعة، فكلّه بات مكلفا، من النقل العام إلى السيارة، وحتى “الباركينغ” الذي بات يُحسبُ له ألف حساب.
من الباص الكبير إلى الصغير، يحتاج الطالب إلى ميزانية حتى يتمكّن من بلوغ جامعته، فالأول تبدأ تسعيرته بـ50 ألفا للروحة فقط، أما الثاني فحوالى الـ130 الفا… ومتى ضاعفتم الرقم حصلتم على القيمة الإجمالية للروحة رجعة من المنزل إلى الجامعة، والتي ستكون بمعدّل مليونَيْ ليرة شهريا إذا ما احتسبنا 5 أيام دراسية.
أما إذا اضطرّ الطالب إلى ركوب التاكسي، فحدّث ولا حرج… هي رفاهية، لا يتمتّع بها كثر لأنها تحتاج إلى راتب من العيار الثقيل، فالتوصيلة معدلها 500 ألف بحسب بُعد الجامعة طبعا، وبالتالي فإن الذهاب والإياب يكلّفان مليون ليرة يوميا، وبالتالي فإن الكلفة الشهرية ستتعدّى الـ20 مليونا، أي حوالى 200 دولار.
يبقى الذهاب في السيارة الأكثر كلفة، وهنا لن نتحدث فقط عن تكلفة البنزين، بل أيضا عن بدل الباركينغ الذي فرضته الجامعات والذي زاد من أعباء الذهاب إلى الجامعة. ففي غالبية الجامعات الباركينغ بالدولار، والتسعيرة تختلف بين الشهرية أو بحسب الفصل…
كلّ جامعة تسعّر الباركينغ “عذوقها”، منها من اختار أن تكون بطاقة الشهر بـ35 دولارا وغيرها بـ65 دولارا… اما بطاقة الفصل كاملا فتتراوح بين 100 و160 دولارا حسب الجامعات، وهو رقمٌ ليس بمتناول الطلاب الذين يعملون ليل نهار من أجل تأمين قسطهم…
طلاب كثر باتوا يتغيّبون مرارا عن جامعاتهم لتوفير كلفة النقل والبنزين والباركينغ… طلاب كثر باتوا يختصرون الأيام لتوفير ما أمكن، حتى ولو كلّفهم ذلك تراجعا في علاماتهم…
تروي الطالبة سمر، في حديث لموقع mtv، أنها في بادئ الامر استغنت عن سيارتها بفعل غلاء البنزين وكلفة الباركينغ وباتت تستخدم النقل العام، أما اليوم فحتى تلك الوسيلة باتت تقنّن فيها، وصولا إلى الاستغناء عن بعض الأيام الدراسية.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: في هذه الظروف الاستثنائية التي نعيشها، أوليس حريّا بالجامعات، كلّ الجامعات من دون استثناء، الاستغناء عن تعرفة الباركينغ التي بالتأكيد لا تبني عليها من أجل تحقيق أرباحها؟ أوليس من العيب اليوم أن نبتكر عراقيل مالية إضافية في وجه الطلاب بدل تسهيل أمورهم؟ هو أقلّ ما يمكن فعله لمساعدة جيل لا ذنب له بما اقترفت أيادي الفساد، وهو أقلّ ما يجب فعله لجيلٍ هو السبيل الوحيد لنا للخروج مما نحن فيه.