بعد تبادل الرسائل بالصواريخ جنوباً… لبنان ينتظر رسالةً رئاسيّة
خطفت حادثة إطلاق الصواريخ من الجنوب اللّبناني الأنظار عن الإستحقاق الرئاسي، خصوصاً أن عملية تبادل رسائل حصلت في هذا التصعيد العسكري بين بعض الفصائل الفلسطينية ذات الإمتدادات الإقليمية، والعدو الإسرائيلي.
وتنقل مصادر ديبلوماسية بارزة لموقع mtv أن ما حصل في الجنوب له صلة بالتفاهمات والمقاربات التي حصلت في المنطقة، ما يعني أن لبنان ما زال ساحة ومنصة يتمّ من خلالها إيصال الرسائل عبر ساحته، وتحديداً من الجنوب، الأمر الذي كان يحصل مع الفلسطينيين وحزب الله واليوم بعض المنظمات التي على خصومة مع السلطة الفلسطينية.
وتشير المصادر الديبلوماسية إلى أن اتصالات جرت بين السلطة المتمثلة برئيس الدولة محمود عباس “أبو مازن” وبعض المسؤولين اللبنانيين، حيث استنكر الرئيس الفلسطيني هذه الأعمال، خصوصاً أن التواصل والتنسيق قائمان بين الجيش اللبناني وحركة فتح في المخيمات منذ سنوات طويلة، وثمة أجواء تؤكد أن السلطة الفلسطينية لا يمكنها القبول بما جرى انما هناك خصوصيات وظروف حول العلاقة السيئة التي تربطها مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
لذلك، لم يعد لبنان قادراً على تحمل الأعباء التي تُثقل كاهله في ظل الشغور الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال والانقسامات والخلافات والأهم الانهيار الاقتصادي، وربطاً بذلك لم تؤثّر الأمور على مسار الحراك الجاري من أجل الاستحقاق الرئاسي وانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية. وعلى هذه الخلفية، ينقل أن هناك لقاءات ستحصل بعد أيّام، قد يكون من بينها لقاء للدول الخمس التي سبق أن اجتمعت في باريس، من أجل الانطلاق لدرس مختلف الخيارات بعد جولة وزير الدولة القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي في بيروت، على أن تكون هذه الخيارات، وهذا شبه مؤكد، لدراسة الخيار الثالث بعد الأسماء التي دوّنها الموفد القطري من خلال لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين حيث كان هناك اجماع على هذا الخيار، أي الابتعاد عن المرشحين الطبيعيين.
لكن يبقى لقطر موقفها الواضح ألا وهو دعم قائد الجيش العماد جوزاف عون، حيث لم يسمع الوزير القطري أي ممانعة ممن التقاهم، باستثناء رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يصرّ على ترشيح فرنجية، بينما كان لقاؤه برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد مماثلاً لاجتماعه ببري لناحية تأييد فرنجية، من دون إعلان معارضة قائد الجيش.
من هنا، فإن لبنان أمام أسابيع مفصلية مقبلة ووسط معلومات عن أن الاتصالات التي جرت دولياً وعربياً ومحلياً، بعد التصعيد الأخير في الجنوب، تؤكد أن الأمور مضبوطة وهناك رسائل لا أكثر ولا أقل وُجّهت من قبل الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على الأرض اللبنانية.
mtv