لا إيجابيات محلياً رغم التفاهمات الإقليمية.. والأثقال المعيشية على أشدها
بعد أيام قليلة من إطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة في منطقة الجليل، وبعد ساعات من إطلاق ثلاثة صواريخ من الجهة السورية على الجولان المحتل، أُعلن عن لقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ووفد من حركة حماس برئاسة اسماعيل هنية، تناول التطورات في فلسطين وجهوزية محور المقاومة وتعاون أطرافه في مواجهة كل هذه الأحداث والتطورات بحسب بيان الحزب.
وفيما أزمة انتخاب رئيس للجمهورية ما تزال على حالها، حضر الملف الرئاسي بقوة في عظة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي من بكركي بمناسبة عيد الفصح، مشددا على “أهمية الثقة بالحاكم كمصدر لقوته، ومثل هذا الرئيس هو ما يحتاجه اللبنانيون لجمهوريتهم ليقود مسيرة النهوض من الانهيار، لأن الثقة لا تأتي لشخص الرئيس بين ليلة وضحاها، ولا يكسبها بالوعود والشروط المملاة عليه”، ودعا “للكف عن هدم الدولة مؤسساتيا واقتصاديا وماليا، وعن إفقار الشعب وإذلاله، وعن ترك أرض الوطن سائبة لكل طارئ وعابث بأمنها وسيادتها”.
وفي هذا السياق لفت المطران بولس صياح في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “البطريرك الراعي يتحدث في عظته عما يحس به، ولا يتقصد شخصا معينا، ولكن من يجد نفسه ان هذا الكلام يعنيه عليه ان يتعظ وأن يقوم بواجبه الوطني على أكمل وجه”.
وحول حصيلة الاتصالات التي أجرتها بكركي، لفت صياح إلى أن “تقويم الاتصالات التي أجراها المطران انطوان ابو نجم يتطلب بعض الوقت لمعرفة ما يمكن أن ينتج عنها وعن خلوة عنيا”.
وفي المواقف من المستجدات الأمنية والسياسية فقد أشار النائب السابق شامل روكز في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “المنطقة كلها معرضة للخطر بقدر ما هي معرضة للتفاهمات”، ورأى أنه “من المعيب أن لا نجد أحداً مسؤولا عما جرى”، مستغرباً “عدم اجتماع الحكومة إزاء هذا التطور المقلق، وعدم صدور بيان عن قيادة الجيش يوضح ما جرى”، واصفا كلام الرئيس نجيب ميقاتي في هذا الشأن أنه “لا يقدم ولا يؤخر”.
سياسيا رأى روكز أن “اجتماع الدول الخمس من أجل لبنان رهن بما إذا كانت قطر مكلفة القيام بالاتصالات لبلورة الموقف السياسي حيال الاستحقاق الرئاسي، أم بمبادرة منها، لأن هناك فرقا كبيرا بين أن تكون قد قامت بالاتصالات مع المرجعيات اللبنانية بمبادرة منها أم بتكليف من نظرائها الدول المعنية بالملف اللبناني”، مستبعدا حل الأزمة اللبنانية “من دون تفاهم سعودي – سوري، وسعودي – فرنسي”.
روكز استبعد انتخاب رئيس جمهورية في وقت قريب “لأن هناك صراعا كبيرا حول هذا الموضوع”، واعتبر أنه “صحيح أن الوزير السابق سليمان فرنجية هو المرشح الأقوى، لكن من الصعب تمرير عملية انتخابه لأن هناك تكتلات مسيحية لن يصوتوا له، ولن يكون هناك أهمية لأي رئيس من دون التفاهم مع السعودية. فالبلد كي ينهض بحاجة الى المال ومن دون التفاهم مع السعودية والدول الخليجية فلن يكون هناك أي دعم للبنان، ولا قيمة لانتخاب رئيس لا يعيد الثقة ويعيد وصل ما انقطع مع الدول العربية وبالأخص مع السعودية”.
وإذ لا يبدو في ظل كل ما يجري أن ايجابيات تلوح في أفق الأزمات السياسية، فإن ذلك ينسحب على الأزمات المعيشية والمالية حيث تبقى الأثقال الحياتية على أشدها على كاهل المواطنين الذين يمر عليهم شهر الصيام والأعياد بأصعب ظروف.
جريدة الانباء الالكترونية