د. نبيل ابراهيم أبو سعد.. 47 سنة نضال
بقلم: وهبي أبو فاعور
منذ نعومة أظافره تعلّق ناظره برائعةٍ في حائط غرفته وباكتمال الوعي تأكد له أنّ ما يلفت انتباهه هو بندقية 36 للمرحوم والده وصورة مذيلة بعبارة: للعلم رائد للثورة قائد للمعلّم كمال جنبلاط فأعجبه الإرث ودلالاته وعشق الحرية والوعي والرجولة.
في بيئة ريفية صادقة مع قيم الذات والإنسان حيث لازمة الوفاء أصيلة جداً كبُر نبيل مع أقران يعيشون دفء النضال وأحلام المستقبل على خطى المعلّم الشهيد …
فتدرّج في معراج التقدّم جرموزاً في جمعية الكشاف التقدّمي شعاره : واستعدوا إلى عضو في منظمة الشباب يغرف من معينها زاد المعرفة والتعاضد.
وما أن اندلعت حرب إلغاء الحريات وتكريس هيمنة النظام في الـ 1975 حتى لبى نداء المعلّم مع كوكبة من رفاقه من معجن الوفاء والتقدّم ورعيل الأحرار وكان لبنةً طيبة في عمارة العامود، نواة جيش التحرير الشعبي كتيبة صوفر وخاض سنة 76 وما بعدها غمار الدفاع عن مفاهيم عروبة البلد وتطوره الديمقراطي وحق الناس في الحياة الكريمة …
وإذا كانت قسوة الحياة اضطرت والده للمغامرة في العمل في ليبيا والمملكة العربية السعودية لإعالة العائلة بالرزق الحلال وعرق الجبين، فكان نبيل بموازاة خط العمل يجيد عمله ويلتحق في دورة عسكرية لقوات الشهيد كمال جنبلاط ليتخرّج ضابط مضادات أرضية من كلية سانفروبل العسكرية في دورةٍ قادها المرحوم مالك هلال وأنجز ترتيبات سفرها المناضل الرفيق وديع أبي المنى، وفي زيارتنا سنة 1979 مع الرفيق زياد العرم إلى كلية سانفروبل العسكرية أشاد قائدها كلاشنكا بجدية تلك الدورة حيث غلب على تقييم أفرادها عبارة: الإصغاء الجيد والدقة في التنفيذ.
ومارس د. نبيل دوره في سرية قطاع الحدود الأول ملازماً شهماً مع رفاقه الذين كان يعنيهم أولاً إحترام الناس والصدق معهم قبل الدفاع عن أرزاقهم وأرواحهم، ولم يطل الزمن حتى نال نبيل منحةً لدراسة الطب في الإتحاد السوفياتي العظيم فتخرّج ولعب أدواراً مميزة في العطاء.ففي فترة التدريب قبل الإختصاص شغل مسؤولية العناية الطبية في مستوصف ينطا الأهلي حيث كانت ينطا وديرالعشاير موضع اهتمامه.
أما بعد التخرّج في اختصاص جراحة العظم فكان دوره مجلياً في مساعدة المرضى في مستشفييي فرحات في جب جنين ومستشفى راشيا الحكومي.
الرحمة لروحك أيها الرفيق الغالي والعزاء بالأبناء والأهل والرفاق يحملون إرثك من منابعه في البندقية ال 36 وفي فكر وبرنامج حزبك التقدّمي الإشتراكي، ولأمثالك ترفع القبعات إحتراماً وتعلو الرايات وتعزف أناشيد الحرية والعدالة.