كتب نقولا ابو فيصل”شركة Nike ، ثروة 47.8 مليار دولار أمريكي”
ولد فيليب نايت Philip Knigh في العام 1938 من عائلة متوسطة الحال ، والده كان يعمل محامياً وناشراً لصحيفة محلية ، كان نايت مولعاً بالرياضة ، فانضم إلى فريق المدرسة، وعند التحاقه بجامعة أوريغون طلب من والده أن يمنحه وظيفة في جريدته خلال العطلة الصيفية، لكنه رفض ذلك وطلب منه الاعتماد على نفسه وان يجد وظيفة بمفرده، فعمل مراسلاً رياضياً في جريدة منافسة لوالده ، تدرب على رياضة الركض مع “بيل بورمان Bill Bowerman ” الذي أصبح فيما بعد شريكه، وكانا يتناقشان كثيراً حول نوعية الأحذية الرياضية الموجودة في الاسواق الاميركية وعدم ملائمتها لرياضة الجري حسب رأيه, لما تسببه من آلام للقدم لعدم جودتها ، إلى أن دخلت الاحذية الألمانية اسواق الولايات المتحدة، وطرحت منتجات أفضل جودة من الاحذية الأمريكية الموجودة انذاك.
في العام 1959 حصل “فيليب نايت” على شهادة البكالوريوس، ثم التحق بالخدمة العسكرية لمدة عام، بعدها التحق بجامعة ستانفورد لنيل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، وكان موضوع اطروحته الجامعية ” امكانية صناعة احذية رياضية اميركية منافسة للأحذية اليابانية والألمانية وبجودة عالية وتكلفة منخفضة” وفي العام 1962 زار اليابان وتعاقد مع مصنع” اونيتسوكا تايجر Onitsuka Tiger co” المتخصص بصناعة أحذية مقلدة لأحذية أديداس الرياضية تحت اسم “تايجر ” وأعجب بجودة بضاعته وسعرها المعقول ، فأقنع القائمين على المصنع بأن يكون وكيلهم في الولايات المتحدة, وأن يأخذ بعض العينات التسويقية التي اقترض ثمنها من والده ، كما اقنع بورمان بجودة هذه الأحذية وشاركه في المشروع بمبلغ 500 دولار ، واسسا شركة”بلو ريبون سبورتس Blue Ribbon sports ” وكان تسويق هذه الأحذية يتم بسيارته الخاصة حيث كان يقف بالقرب من مسارات الرياضيين في المدارس الثانوية.
وبعد أن لاقت أحذية “التايجر” إقبالاً كبيراً قرر التفرغ لبيعها ،وبحلول العام 1969 وصلت قيمة مبيعاته الى أكثر من مليون دولار من الأحذية التايجر ، وصولاً الى تحقيق 2 مليون دولار مبيعات سنوية خلال سنتين، إلا أن ارباحه لم تتجاوز الـ 3% من قيمة مبيعاته مما اضطره لرهن منزله وطلب الحصول على قرض مصرفي ، كما عرضت عليه الشركة اليابانية بيع 51% من أسهم شركته، لكنه أنهى عقده معها وقرر مع صديقه “بيل بورمان” أن يصمما أحذية رياضية خاصة بهما ويصنعانها بأنفسهما ، وسمي أول حذاء تم تصنيعه ” كورتيز Cortez ” في العام 1972 قرر تسميته Nike ويعني آلهة النصر المجنحة عند الاغريق ، وقد حققت احذيته نجاحاً كبيراً في اسواق الولايات المتحدة ، حتى أنها نافست أحذية “أديداس” الألمانية ، وفي العام 1980 دخلت أسهمها البورصة الأمريكية ، كما تعاقدت شركته مع لاعب كرة السلة ”مايكل جوردان” لترويج منتجاته، صنفت مجلة فوربس “فيليب نايت ” في المرتبة 17 على قائمة أغنى شخص في العالم بصافي ثروة تقدر بـ 47.8 مليار دولار أمريكي ، وهو أيضًا مالك شركة لايكا لإنتاج أفلام الستوب موشن ، في العام 2014 توفي ابنه اثر نوبة قلبية مما دفعه للاستقالة من منصبه كرئيس تنفيذي لشركته واحتفظ برئاسة مجلس ادارتها،وتبرع خلال حياته بأكثر من ملياري دولار لجامعته وللمؤسسات الاجتماعية في الولايات الاميركية.
بحث نقولا ابو فيصل