كتب نقولا أبو فيصل “فيرديناند بورشه من ميكانيكي لصاحب شركة سيارات عالمية. سيارات بورش Porsche”
جاء اسم “بورش” من كلمة “بوريس”، والتي تأتي من اسم Bogoris التركي، بمعنى ذئب أو الفهد الثلجي ، وتعود جذور شركة بورش التي تعتبر من أهم أيقونات عالم السيارات الرياضية الى العام 1931 ومؤسسها المهندس النمساوي فيرديناند بورشه ، والذي كانت بداياته في شركة دايملر الالمانية الشركة الام لمرسيدس بنز ، وفيما كانت بدايات شركة بورش شركة استشارات هندسية ومشاريع صغيرة ظهرت أول طرازاتها والتي هي سيارة “بورش 356 الشهيرة والتي أبصرت النور في العام 1950 وكانت سيارة رياضية مع محرك ذي وضعية خلفية ، ومنذ بداياته كان فيرديناند بورشه على علاقة طيبة مع فولكسفاغن الشهيرة حيث انه شغل منصب مديرها العام لفترة طويلة ، وكان هو الأب الروحي لسيارة فولكسفاغن ببيتل الاسطورية، والتي كانت سيارة الشعب أيام هتلر والحرب العالمية الثانية ،
اما طراز 911 الأسطوري والرياضي الشهير فقد رأى النور لأول مرة في العام 1963 والذي ما زال مستمرا الى يومنا هذا مدرسة لكل السيارات الرياضية حول العالم ، في العام 2005 اشترت بورش 20% من رأس مال شركة فولكسفاغن التي كانت تواجه صعوبات مالية كبرى ثم عادت في العام 2007 ورفعت هذه النسبة الى 30.1 وفي العام 2009 أصبحت بورش تمتلك 51% من اسهم فولكسفاغن، ولكن بعد تراكم الديون على بورش بعد الازمة المالية العالمية التي بدأت عام 2008 واستمرت لفترة طويلة ما تزال اثارها الى الان انقلب السحر على الساحر وعادت فولكسفاغن واشترت %49.9 من اسهم شركة بورش مقابل 5.8 مليار دولار في واحدة من أكبر الصفقات التاريخية في عالم السيارات.
تولى بورشة في العام 1943 إدارة مصنع بيجو الفرنسي بعد احتلال الألمان لباريس وفي السنوات التالية واجهت الدبابات الألمانية ضعفًا واضحًا امام دبابات الحلفاء فطلب هتلر تصميم دبابة ألمانية جديدة تعدل الكفة ، فقدم بورشة تصميمه الثوري لدبابة الـ ” تيجر” ذات المحرك الهجين، ونجحت الدبابة نجاحًا ساحقًا في ساحات الحرب وصارت أشهر دبابة بتاريخ الجرب العالمية الثانية ، بعد هزيمة ألمانيا بالحرب هرب بورشة الى النمسا ولكن لاحقه الفرنسيون واعتقلوه لعامين الى ان مات في العام 1951 في شتوتغارت واكمل أولاده مسيرته وقدموا أعظم تصاميم السيارات المستندة على إرث أبيهم فيرديناد ،ولا يزال بعض المؤرخين يعتبرون بورشة مجرم حرب مسؤولاً عن مقتل 20 ألف شخص أحضرهم النازيون للعمل بالصخرة في مصانع فولكس فاجن تحت ادارته، بالمقابل يرى مؤرخون آخرون انه كان مجرد رجل ينفذ الأوامر.
بحث نقولا ابو فيصل