بهذه الكلمات توجه فؤاد فريجي إلى الدول الصديقة التي تتدخل في الشؤون اللبنانية..
كتب فؤاد سمعان فريجي
ليست الأخيرة هي جولة الموفد الفرنسي الوزير جان ايف لودريان على القيادات السياسية اللبنانية ، للمساهمة وأبداء الرأي في انتخاب واختيار رئيساً للجمهورية اللبنانية .
بل ستتبعها زيارات ولقاءات وتمنيات وفرض وطرح اسماء وسيل من العقوبات والتدخلات ، وكأننا دولة سائبة !
ايضاً تتبع زيارة الوزير الفرنسي ، حشد من السفراء والموفدين العرب والأجانب من كل حدب وصوب وتحت اضواء الكاميرات والميكروفونات يجاهرون في التدخل اما في حكم الصداقة والعلاقات التاريخية و( الاخوية ) أو بإيعاز من ( اطفال ) السياسة في لبنان ، الذين شوهوا سمعة لبنان ووضعوها تحت تاسع ارض !!
منذ ولادة هذا البلد والتدخل الخارجي في شؤونه الشاردة والواردة لم تتوقف وكأن نحن في مزرعة او كانتون وملعب او حضانة دوماً بحاجة لرعاية بسبب عدم بلوغنا سن الرشد .
منذ العام ١٥١٦ تاريخ دخول العثمانيون واحتلالهم وتدخلهم في التركيبة اللبنانية ، توالت علينا الأنتدبات من ذلك العام حتى اليوم !
لماذا ؟ لأن الدار اللبنانية مشرعة الأبواب والنوافذ ، وزعامات تشتري الألقاب وسلطة النفوذ ببندقية الاجنبي وترفع بيارق وشعارات دول اختارت ان تحكمنا بالسطوة والنار والنفي !
والى الموفدين الذين يأتون الينا بدافع الغيرة والصداقة ، خلال جولاتكم على السياسيين اللبنانيين ، ألم يخطر ببالكم ان تسألوهم لماذا تُريدوننا ان نتدخل في شؤونكم ؟ ولماذا دائماً تُريدون عصا فوق رؤوسكم ، أليس هذا عار وعيب عليكم ، ولماذا اصبحتم مثل ( تجار الاجساد ) سمعتكم تلطخت بالتبعية والذل والزحف على اعتاب الدول !
واليكم ايها السادة الموفدين من الشرق والغرب أسألكم ببراءة وعفوية ، هل قام ولو لمرة واحدة موفد من لبنان بفرض او بتسويق رئيس لدولتكم او لمجلس وزرائكم او اسماء لمجلس نوابكم وشيوخكم او سياسة معينة تكون خارطة طريق لجمهورياتكم المستقلة ؟
السادة الموفدين اتركونا وشأننا ، لأن جزء كبير من مصائبنا هو انتم !
امام العلن وعلى المنابر وجميعكم دون استثناء تُصرحون الجملة الرنانة ( نحن مع سيادة لبنان واستقلاله .
عن اي سيادة واستقلال تتكلمون ؟ تضحكون على الناس والرأي العام المُعلب بقواعد العصبيات والمذاهب ، بينما تحت الطاولة تهمسون بالشيفرة لأزلامكم من مراهقي السياسة عندنا عكس ما تضمرون .
وللتاريخ أود ان الفت نظركم ان من صنع مجد لبنان وعنفوانه ليسوا هؤلاء الذين تعقدون وأياهم الصفقات ، بل هم الأحرار والمستقلين عن كل انتماء والمفكرين والشعراء والشهداء والأدباء وأصحاب القيم الوطنية النبيلة والمبادئ الأنسانية المقدسة .
وهنا لا بد ان اذكركم بمبادئ الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم / 103 / 36 المؤرخ في ٩ كانون الأول ١٩٨١ والذي يقول :
( إن الجمعية العامة؛
إذ تؤكد من جديد، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، أنه لا يحق لأية دولة أن تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، ولأي سبب كان، في الشئون الداخلية والخارجية لأية دولة أخرى .)
إذاً تعرفون ذلك وتمعنون في هيمنتكم علينا وتفصلون مقاس القوانين والأعراف الدولية حسب مصالحكم !
يعاونكم في ذلك زعامات محلية ركيكة مستوردة افكارها من قاع العالم السفلي