كتب نقولا أبو فيصل “بين عمرو دياب وتامر حسني والشعب العظيم”
أحيا الفنان المصري تامر حسني حفلة ضخمة في الفوروم في شهر تموز الماضي حضرها أكثر من عشرة آلاف شخص من لبنان والخارج في اكبر حشد فني في تاريخ لبنان، وبيعت البطاقات بالسوق السوداء وتقاضى ماية وسبعين الف دولار اميركي ، وبعدها كاظم الساهر تقاضى مايتان وخمسة وثلاثين الفاً ،وها هو عمرو دياب يكسر رقم الحضور الذي تجاوز خمسة عشرة الف شخص وتقاضى سبعماية وخمسين الف دولار اي ما يعادل ثلاثة وعشرين مليون جنيه مصري ، وهذا رقم كبير بالنسبة لما يتقاضاه عادة في حفلاته. وقد شكّل حفل الفنان عمرو دياب في أسواق بيروت حدثًا فنيًّا بارزًا على مختلف الأصعدة، منها تشجيع السياحة اللبنانية وتلميع صورة لبنان الخارجية لناحية التأكيد على ان الشعب اللبناني لا يُهزم امام المحن واعادة بوصلة الفنّ العربي الى مركزها الرئيسي في لبنان وهو الدافع الأهم ، وكان القيّمون على الحفل الضخم الذي نفذت بطاقاته منذ لحظة طرحها إلكترونيًّا، قد عمدوا الى توسيع المساحة التي سيقام عليها الحفل عبر زيادة عدد كبير من المقاعد بما يمنح الراغبين بحضور الحفل إمكانيّة المشاركة وشراء البطاقات من مراكز البيع الإلكترونيّة
ليلة استثنائية هو العنوان الأبرز للحفل الكبير الذي أحياه عمرو دياب في بيروت ليلة أمس وسط حضور جماهيري غفير ، وكانت بيروت قد شهدت استعدادات أمنية مشددة مما أدى لازدحام مروري كبير أغلق أهم شوارعها، واحتشد الجمهور بالالاف في مسرح الحفل قبل انطلاقه بساعات مرتدياً الملابس البيضاء في أجواء من البهجة والسعادة ، المثير أن الالاف ممن لم يتمكنوا من دخول الحفل حرصوا على متابعته من خارج المسرح حيث احتشد عدد غفير من المواطنين في الشوارع المواجهة للمسرح وفوق البنايات المحيطة به لمتابعته ، وغني عمرو دياب باقة من أجمل أغانيه منها لو اتساب، بحبه، وياه، اللي عدى، تملي معاك، قمرين، نور العين، ليلي نهاري، انت الحظ، برج الحوت، شوقنا، ميال، الماضي، وهتتدلع. وقبل نهاية الحفل أضاءت الألعاب النارية سماء بيروت وسط هتافات وسعادة كبيرة من الجمهور الذي يعد الأضخم لفنان عربي في لبنان منذ سنوات ، وكان وزير السياحة اللبناني وليد نصار قد استقبل الفنان عمرو دياب في صالة الشرف بمطار بيروت وأهداه تكريماً خاصاً احتفاء بحضوره وبنجاح حفله الذي أنعش السياحة في لبنان حسب بيان الوزارة .
بدوره حسم الفنان فريد بو سعيد رئيس نقابة محترفي الموسيقى والغناء ورئيس مجلس إدارة صندوق التعاضد الموحد للفنانين اللبنانيين الجدل المثار حول حفل عمرو دياب، الذي شهد عودته للغناء في إلى لبنان بعد غياب ثلاثة عشر عاماً، وتولى تنظيمه رجل الأعمال اللبناني رابح مقبل قائلاً “هناك إجراءات ورسوم تم سدادها وهي عشرة بالماية من قيمة الحفل بالإضافة إلى اثنان بالماية تسدد في وزارة المالية لصالح صندوق التعاضد الموحد للفنانين، وفي النقابة نرحب بالفنان عمرو دياب في لبنان رغم تراجعه عن إحياء حفل رأس السنة في بيروت في ايلول 2010، إثر نشوب نزاع قضائي بينه وبين متعهد الحفلات اللبناني جان صليبا صاحب شركة “ديلارا ماستر” ، الذي تقاضى منه دياب مبلغ ماية واربعين ألف دولار كعربون من أصل مايتان واربعين ألف دولار وهي أجره عن الحفل ، ولاحقاً توفي صليبا في ايلول 2020، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، ولا يزال ورثته يتابعون الدعوى التي أكلها الغبار في اروقة قصر العدل .
نقولا أبو فيصل
