سكاف لـ”الديار”: لتزامن التنازلات في حوار الأفرقاء المختلفين بديل قطري عند تعثّر مُهمّة لودريان… والحلّ خارجي ولن يُموَّل
خلافاً لزملائه النواب، يعلن النائب المستقل الدكتور غسان سكاف، تفاؤلاً غير مسبوق بانتخاب رئيس للجمهورية، نظراً للمعطيات الراهنة، مؤكداً أن “البديل عند تعثّر مهمة مبعوث الرئيس الفرنسي الوزير جان إيف لو دريان، هو الدور القطري الحيادي والإستراتيجي”. كما يكشف عن” أن قرار بتّ الإستحقاق الرئاسي قد اتُخذ عربياً ودولياً، والحلول ستُفرض من الخارج وبتوقيت خارجي، ولن تُموّل”.
وفي حديثٍ لـ”الديار”، يشير سكاف إلى “تغييرات برزت في زيارة لودريان الثالثة، التي أتت بعد 6 أسابيع من مغادرته بيروت، عندما كانت حظوظ اختراق الأزمة الرئاسية في أدنى مستوياتها، بالرغم من قوة بيان اللجنة الخماسية في الدوحة، نتيجة تطورات غير متوقعة، رفعت لبنان إلى درجة متقدمة في سلم أولويات الدول الخارجية وخاصةً فرنسا، بعدما فشلت في ليبيا، ثم تلقّت الهزيمة تلو الأخرى في أفريقيا في الأسابيع الماضية، لذلك سيقوم لودريان بجهود إضافية لإنجاح مبادرته، لأن صدقية فرنسا ودورها في الشرق الأوسط أصبحت مرتبطة إلى حدٍ كبير بصدقيتها في لبنان”.
كما عن أن “مفاعيل لقاء الـ٩٠ دقيقة بين الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان، بدأت تظهر من خلال وقف الحملات على المملكة العربية السعودية وزيارة الوفد الحوثي إلى الرياض أخيراً، ما رفع حظوظ اختراق الأزمة الرئاسية، ولذلك، علينا استغلال التقارب الإقليمي، والدفع الفرنسي الجديد من أجل إنجاز الإستحقاق الرئاسي”.
وعن التحول في الحراك الفرنسي، لا ينكر سكاف، أنه كان يتمنى “لو أن فرنسا فرضت إصلاحات على اللبنانيين، بدل فرض رئيس ورئيس حكومة في مبادرتها الأولى، لذلك فإن المقاربة الخاطئة، بالرغم من معرفة فرنسا بالتركيبة السياسية اللبنانية، أدّت إلى إذكاء النزاع الداخلي بدل جمع الأفرقاء في الداخل”. إلاّ أنه يستدرك بأن “الهامش بدأ يضيق أمام فرنسا، ولكن بالرغم من التعويل على التحرك القطري الجاهز لتلقف المبادرة إذا تعثرت مهمة لودريان لأي سبب، لأن نجاح مهمة الأخير ضرورة لفرنسا ولبنان، ففرنسا تبقى فرنسا ولا غنى للبنانيين عنها، وليس للبنان مصلحة أن تخسر فرنسا صدقيتها وهيبتها في لبنان”.
وينقل عن لودريان لدى لقائه، قوله حرفياً “لا نريد للبنان رئيساً يُكرِّس الإنقسام”، موضحاً أنه “قبل وصول لودريان إلى بيروت ظهرت مبادرة موازية لمبادرته، وهي مبادرة الرئيس نبيه بري، التي تركِّز على الحوار كمدخل للتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية”.
وعن موقفه من الحوار، يشدِّد على “رفض حوار شراء الوقت وتدوير الزوايا بانتظار تطورات جديدة، كما لا يمكننا رفض الحوار بالمطلق وكمبدأ في بلد مُنهار، لأن رفض الحوار سيُدخل البلد في المجهول، لذا نريد حواراً يقوم على فكرة الإستعداد لتقديم تنازلات متزامنة ومتوازنة بين الأفرقاء الذين هم عاجزون عن حسم خلافاتهم”.
وعليه، يدعو رئيس المجلس “بكل محبة وإخلاص” ، إلى توجيه دعوة واحدة للنواب تتضمّن تاريخ البدء بجولات الأيام السبعة الحوارية، ودعوة النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في اليوم السابع من بدء الحوار في دورات متتالية، ومن دون اللجوء إلى إسقاط النصاب، ومهما كانت نتائج الجلسات الحوارية”.
وعن انتقال الملف إلى اللجنة الخماسية، يجيب بأن “لودريان أكد أنه يعمل تحت مظلة اللجنة الخماسية وهو يرسل تباعاً تقاريره لأعضائها بعد اجتماعاته في لبنان، وسيحيل تقريره النهائي إلى نيويورك، حيث يتوقع أن يشارك في اجتماع اللجنة الخماسية على مستوى وزراء الخارجية على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لكنني آسفٌ لإن استمرار العقم الداخلي قد أخرج ملف الرئاسة مجدداً من يد اللبنانيين ليصبح في يد اللجنة الخماسية والتفاهمات الإقليمية والدولية، وحتى توقيت الإستحقاق أصبح خارجياً”.
وعن مبادرته الرئاسية، يقول إنه “عندما رُفضت طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس بري قبل الشغور الرئاسي وبعده بقليل، قمنا بمبادرة فردية وبحوارات جوالة ثنائية وبمكوكيات ديبلوماسية، وحاولنا جاهدين إبقاء الملف الرئاسي في الداخل اللبناني، واستغلال نظامنا الديمقراطي من أجل انتخاب الرئيس مع الأخذ بالإعتبار التفاهمات الخارجية، فكانت جلسة ١٤ حزيران، وهي وليدة مبادرة داخلية كسرت الجمود في ملف الرئاسة وأزالت الحواجز بين بعض المكونات، وفرضت معركةً رئاسية ديموقراطية فاجأت الكثيرين في الداخل اللبناني، واستغلال نظامنا الديمقراطي من أجل انتخاب الرئيس مع الأخذ بالإعتبار التفاهمات الخارجية، فكانت جلسة ١٤ حزيران، وهي وليدة مبادرة داخلية كسرت الجمود في ملف الرئاسة وأزالت الحواجز بين بعض المكونات، وفرضت معركةً رئاسية ديموقراطية فاجأت الكثيرين في الداخل والخارج، وأعطت دوراً متقدماً لفرقاء الداخل في اختيار الرئيس، وهذا الدور كان مغيّباً منذ الإستقلال، ولي الفخر في أني كنت مساهماً في تحقيقه في ١٤ حزيران، ولذا آمل أن نصل في الحوار الذي دعا إليه ألرئيس بري، إلى كسر الحواجز بين كلّ مكوّنات الوطن حتى نصل إلى تقاطع وطني، يُفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية”.
واعرب عن تفاؤله، نتيجة تقاطع معلومات تفيد أن انتخاب الرئيس أصبح ممكناً لجملة ظروف واعتبارات، وأن البديل عن مهمة لودريان إذا تعثرت، سيكون الدور القطري، لأن دولة قطر تلعب دوراً حيادياً استراتيجياً، ودورها مقرون بموارد مالية ضخمة، بالإضافة إلى علاقاتها الممتازة بالأميركيين والإيرانيين وهي تعمل بالتنسيق وتحت مظلة المملكة العربية السعودية”.