كتب نقولا أبو فيصل “بين حكي فاضي وصمت مليان….والايجابية في الحياة”
في الصمت تتجلى أعظم الحكايات فالصمت مثل الذهب والثرثرة مثل الفضّة ، “وكل حكي زاد عن حدّه صار حكي فاضي “، نعم يبدو الإرباك واضحاً على أهل السلطة في لبنان بدليل صمتهم هذه الايام والذي يعكس حالة إرباك تتمظهر في إطلالاتهم الاعلامية وفي مواقفهم التي تؤكد الافلاس السياسي الذي لا يقل أهمية عن الافلاس المالي والاقتصادي الذي نخر البلاد حتى العظام ! وسقطت معه هالات الكلّ ولم يعد هناك من مقدّسات. فالفساد لا يعرف ديناً ولا طائفة ، كلّهم باتوا موضع تشكيك ، الكل في مرمى الاتهام ، بانتصار محاسبة نزيهة وشفّافة، تُجريها سلطة قضائية مستقلّة بحق كلّ من مارس السلطة في لبنان من العام 1990 حتى اليوم.
مقاومة السلبية والابتعاد عن جميع الاشخاص السلبين في الحياة أمر جيّد واسألوا “مجرب” وأنا أعترف أن الانعزال احياناً افضل لي من مجالسة اناس “الله ما بيرضيهم” يبدأون حديثهم معك دائماً بالعتاب ، حتى تشعر في قرارة نفسك انك مذنب او “مقصر” ، أو تظن نفسك كأنك كنت في عداد الجنود الرومان الذين “صلبوا المسيح” ولا اخفيكم سراً انني اعتدت على هكذا اشخاص ولا اعطي هذا الموضوع اهتماماً كبيراً ،والوقت عندي للعمل “ومبروكة السياسة لاهلها” وقد تمكنت من إنجاز مهمات صعبة وكانت النتائج مُلفتة.. وكانت يد الله معي في تحويل الاراضي العاقرة إلى جنة في بلاد الارمن بعد مسيرة طويلة في الصناعات الغذائية اللبنانية وتحقيق علامة تجارية تحظى بالثقة في لبنان والاسواق العالمية ومُخطئ من يتجاهل هذه النجاحات.
ما صنعته الإيجابية في حياتي أنها جعلت من إمكانياتي البسيطة المتواضعة شيئاً يمكنني الافتخار به ، وكل إنجاز حققته كان يعطيني دافعاً اكبراً لأن أستمر، وكنت لا اتوقف عن شحن نفسي ومن حولي بالطاقة الايجابية تحسباً لما هو قادم من مآسٍ مع حكام لا يعرفون الله !وكنت اتزود دوماً بالعلم والمعرفة وأزداد إصراراً، والأخيرة كانت نقطة الفصل في معارك حياتي التي حتماً أصبحت أجمل بالعلم والخبرة في ادارة الاعمال والاهم في القرب من الله . نعم كانت تجربة طويلة ومريرة من الكفاح والمقاومة ولم تتوقف يوماً عند نجاح او إنجاز أو إخفاق ! وهي مستمرة إلى الرمق الاخير ، والكلام في موضع الصمت خطأ كبير والصمت في موضع الكلام ربما هو خطأ أكبر!”سامحونا”
نقولا أبو فيصل