كتب نقولا أبو فيصل “الارمن في سوريا وبصمة أرمن حلب”!
من كتاب “أرمينيا موت وحياة تتجدد”
Armenia death and life renewe
بعد ان كان يعيش في سوريا نحو 100 ألف أرمني يتمركزون بمعظمهم في مدن حلب ، دمشق ، اللاذقية والقامشلي، لم يعد يتجاوز عددهم اليوم 14 ألف سوري من اصل ارمني بسبب الحرب السورية في العام 2011 وقد حافظ ارمن سوريا على تقاليدهم القومية والشرقية بأستثناء اقتصار عاداتهم على الزواج داخل الطائفة الأرمنية فقط. وقدم ارمن سوريا الكثير من الأعمال الجليلة لبلدهم في شتى المجالات وبرزت منهم اسماء عظيمة نذكر منهم : البطريرك رافاييل مينيسيان ، الدكتور الكسان كشيشيان،الأديب نظار نظاريان ، الصحافيان رزق الله حسون وأديب اسحاق، القائد العام السابق للمدفعية في الجيش السوري العميد آرام قره مانوكيان، الدكاترة آسادور الطونيان، ليفون بابازيان وجبه جيان , العميد هرانت مالويان واللواء آلبير كليجبان ، عضو مجلس الشعب السوري سنبل سنبليان والممثل سلّوم حدَّاد ، الفنانة هاسميك كيومجيان ، المذيعة ييرادو كريكوريان، قائد الفرقة السيمفونية السورية المايسترو ميساك باغبوداريان، الموسيقيان فاهه تيميزجيان وفاهيه ديميرجيان، الدكتور الكسان كشيشيان الكاتب نظار نظاريان ، السفيرة الدكتورة نورا اريسيان ،المهندسان كيفورك ساريان , الين مصرليان والاستاذ الكسان عقاريان، اضافة الى العديد من المبدعين في شتى المجالات.
وهنالك أيضاً فرق رقص عديدة مثل فرقة سردرباد وفرقة جيروكيجيجيان للرقص الشعبي وفرقة كورال حلب للغناء الجماعي التابعة لمطرانية الأرمن الارثوذكس , وفي كتابها “الجاليات الأرمنية في البلاد العربية” تقول هوري عزازيان عن الهجرة التاريخية للأرمن “تاريخياً كانت سوريا تجاور أرمينيا من الناحية الشمالية الشرقية ، وتتفق المصادر الأرمنية والأجنبية على أنه في القرن الأول قبل الميلاد امتدت امبراطورية الملك الأرمني ديكران العظيم جنوبا إلى حدود فلسطين، وغدت انطاكية إحدى عواصم الإمبراطور الأرمني ، وتعود أول هجرة أرمنية إلى سوريا إلى القرن السادس للميلاد “. وكانت الجالية الأرمنية في حلب من أهم جاليات المهجر الأرمني حيث انها أشتهرت بإنتاج الحرير ، كما تحّكم التجار الأرمن في التجارة، وكانت الصباغة أو الدباغة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بصناعة النسيج مهنة الارمن كما الخياطة وصناعة الأحذية.
وفي التاريخ لعبت الجمعيات الثقافية والنسائية الأرمنية في حلب دوراً ملموساً في الحياة التربوية للجالية ، وكانت توجد في حلب وحدها 19 مدرسة أرمنية ابتدائية تخص الطوائف الأرمنية الأرثوذكسية ، الإنجيلية والكاثوليكية ، وقد لمع في المجال العلمي العديد من الأرمن . وفي الفترة بين 1920 – 1930 كان يعمل في حلب 30 طبيباً 15 صيدلانياً. وحتى العام 1978 كانت تصدر 10 صحف يومية 11 مجلة اسبوعية 32 مجلة شهرية 43 دورية ، وأول جريدة باللغة الأرمنية صدرت في حلب كانت باسم “فرات” في العام 1868 واستمرت حتى العام 1914 وكانت الجريدة الرسمية لولاية حلب، ثم بدأت بعد ذلك تصدر باللغتين العربية والتركية ، وكان عدد سكان حلب وحدها من الأرمن 60 ألفاً وكان لهم مدارسهم الابتدائية والإعدادية والثانوية والكنائس والجمعيات الثقافية والخيرية والأندية الرياضية. ولا احد ينكر بصمة أرمن حلب في الصناعة السورية واللبنانية والنهضة العمرانية في كلا البلدين ، وفي ارمينيا بالذات بعد تركهم حلب في العام 2011
بحث نقولا ابو فيصل