النائب غسان سكاف : حزب الله اتخذ موقع لاعب الاحتياط
رأى النائب الدكتور غسان سكاف “ان أرقام القتلى في غزة، لاسيما في صفوف الأطفال والنساء والشيوخ والأطباء والمدنيين العزل، وفي تعداد المساجد والكنائس الاثرية والمستشفيات التي تم تدميرها بآلة الحرب الاسرائيلية، تؤكد دون ادنى شك ان الإرهاب هو أيضا صناعة إسرائيلية بمثل ما هو صناعة الآخرين من المتطرفين دينيا.
ولفت سكاف، في تصريح لـ «الأنباء الكويتية»، إلى ان ما تقدم وعلى الرغم من مأساوية المشهد على ارض الواقع، لا يعني اطلاقا وجوب دخول لبنان الحرب لنصرة غزة، لاسيما ان البيئات اللبنانية على اختلاف تنوعها وانتماءاتها، ترفض بالرغم من تمسكها في هذه الحرب بالبعد العاطفي والإنساني والأخلاقي والديني، وبسبب تخوفها من النتائج التدميرية التي قد تصيبها، الانجرار في حرب لا علاقة للبنان بها، ما يعني ـ من وجهة نظر سكاف ـ ان المجازر في غزة على بشاعتها لا تستوجب تورط حزب الله في حرب ستقضي لا محال على ما تبقى من مقومات الدولة اللبنانية، لاسيما ان حزب الله هو نفسه يدرك اكثر من سواه انه لن يكون باستطاعته تحمل نتائجها التدميرية، وتداعياتها على مدى سنين طويلة.
وردا على سؤال، لفت إلى ان الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله السيد نصرالله تضمن الكثير من التضامن اللفظي مع غزة مقابل القليل من التضامن الميداني معها، وانتقل من معادلة «لو كنت أعلم» إلى معادلة «ما كنت أعلم»، والمقصود هنا انه لم يكن على علم مسبق بخطة حماس للتوغل في غلاف غزة، وبالتالي إلى تبرئة ايران من عملية 7 أكتوبر، ما يعني ان توحيد الساحات مجرد نظرية لا قيمة عملية لها على ارض الواقع، بدليل ان السيد نصرالله أكد في خطابه ان كلا من حركات المقاومة وقياداتها في المنطقة تتخذ قرارها بمفردها وبمعزل عن التنسيق مع الحركات الأخرى، ناهيك عن ان السيد نصرالله كرر مناشدته الدول من اجل وقف اطلاق النار بشكل فوري، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: وقف إطلاق النار مقابل ماذا؟ إذ كان الأجدى بالسيد نصرالله ان يطالب بوقف إطلاق النار مقابل عمل إجرائي انقاذي للقضية الفلسطينية، الا وهو حل الدولتين وفقا لمقررات القمة العربية للسلام في بيروت في مارس من العام 2002.
من هنا، رأى سكاف في خطاب السيد نصرالله انه مجرد توصيف لمجريات الحرب، إضافة إلى ادانة إسرائيل وتحميل الولايات المتحدة المسؤولية الأكبر حيال تفاصيلها واستمرارها، علما ان الخطاب لم يرض بيئة الحزب والموالين له، لكونهم رأوا فيه ترددا في المشاركة العملية والفعالة في المعركة، تماما بمثل ما لم يرض فريق المعارضة بالرغم من ارتياح الأخير لجهة عدم إعلان السيد نصرالله توريط لبنان في هذه الحرب اللعينة، ما يعني ان حزب الله اتخذ موقع لاعب الاحتياط في المواجهة بين حماس والجيش الإسرائيلي ليس الا.
وعليه، ختم سكاف معربا عن اعتقاده ان هدف ايران بعد شهر من اندلاع الحرب هو تجنب الصدام العسكري مع إسرائيل ومواجهة المجتمع الدولي، خصوصا بعد ان رأت حجم الدعم والغطاء الدولي غير المسبوق لاسرائيل المصابة بالجنون، والتي ترغب اكثر من أي وقت مضى في استعادة هيبتها ومعنويات جيشها، معتبرا بالتالي ان ايران لا تريد ان تمنى بخسارة ميدانية، لكنها تحاول في الوقت عينه عدم خسارة «حماس» كإحدى أدواتها المهمة في المنطقة العربية، ناهيك عن انها ترفض انتهاء الوضع بتنشيط عملية السلام على قاعدة حل الدولتين.