من راشيا … ميقاتي يضبط ساعة الوطن في المواقيت الصعبة، وفي أدق وقت
عارف مغامس
على مرمى وردة من الجنوب الصامد الذي يواجه الاعتداءات الاسرائيلية منذ ما يقارب الشهر ونيف، وقبالة جبل الشيخ الشامخ وقمم حرمون التي اكتست أمس بثوب ثلجي أبيض، تنتصب قلعة الإستقلال في راشيا، لتكون يوم غد على موعد مع كسر رتابة مشهدية الاستقلال الذي اعتادت عليه منذ سنوات طويلة، باستثناء رسالة الاستقلال التي وجهها الرئيس الاسبق للجمهورية العماد ميشال سليمان في ذكرى الاستقلال عام 2011 من قلعة الاستقلال في .
راشيا بحضور رسمي وديني وسياسي حاشد آنذاك
رئيس حكومة تصريف الاعمال الرئيس نجيب ميقاتي ينتقل غدا من القصر الحكومي الكبير والواسع ليضبط ساعة الاستقلال عند الثانية عشرة ظهرا في راشيا عابرا ذاك الدرج الحجري الضيق، والبهو العتيق شبه المعتمد ليصل الى غرف رجالات كبار كتب على احدى حجارتها “هنا اعتقل رجالات الاستقلال، قبل ان ينتقل الى قاعة الاحتفال المزدانة بالصور القديمة والتي جسدت مرحلة الاستقلال وتاريخ راشيا وتراثها، وذلك لاحياء ذكرى الاستقلال ولافتتاح متحف الإستقلال الذي بدأ التحضير له قبل سنتين نائب اللقاء الديمقراطي وائل أبو فاعور مع الوزير السابقة ليلى الصلح حمادي عبر مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية، والذي سيكون مساحة لرواية قصة الاستقلال ولتأريخ محطات استثنائية رافقت الإستقلال بأحدث الطرق المبتكرة والمتطورة والمشوقة، الامر الذي من شأنه ان يكون عامل جذب لزيارة القلعة على مدار السنة عوض زيارتها فقط في ذكرى الاستقلال او في ايام معينة في اشهر الصيف ضمن صيفيات راشيا.
تأتي زيارة الرئيس ميقاتي الى راشيا هذا العام، في لحظة غير عادية، خصوصا في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية بالتزامن مع التداعيات الخطيرة للحرب الاسرائيلية المدمرة على غزة وارتكابها أبشع المجازر اليومية، اضافة الى اعتداءاتها اليومية على قرى الجنوب.
زيارة ميقاتي على توقيت الاستقلال تاتي في لحظة وطنية أحوج ما يكون فيها لبنان الى وحدة الموقف الوطني، وإلى رسالة إستقلال تنبع من منبت الاستقلال، ومن رجل دولة يحمل شظايا الوطن في المواقيت الصعبة، وفي أدق وقت، عل النجيب يُخرج من كهف الإستقلال ما يطمئن اللبنانيين الى مستقبل هذه البلاد، التي تحتاج الى ترميم ما تداعى من هيكل الدولة المتداعي، أسوة بترميم قلعة الاستقلال.
قد يبدو النصاب الوطني مكتملا يوم غد على مستوى حضور رئيس الحكومة وقائد الجيش العماد جوزاف عون وثلة من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وطيف واسع من رجال الدين من مختلف الطوائف والمذاهب، وحضور الجهات الرسمية والعسكرية والقضائية والبلدية، ولكن يبقى الاستقلال منغصا من دون بصمة رئيس للجمهورية، لا سيما ان المواطن اللبناني ينتظر ما يلجم هذا الانهيار اليومي على كافة الصعد.
استطاع ابو فاعور ان يضبط ساعة ميقاتي على إيقاع نبض أهالي وفعاليات راشيا والبقاع الغربي ومحبتهم للضيف الزائر ، الذين سيستقبلون الميقاتي في لقاء شعبي في القاعة العامة في راشيا، قبل ان يتوجه الى قلعة الاستقلال لاحياء الاحتفال الرسمي وتوجيه رسالة الاستقلال الى الشعب اللبناني، فهل من يضبط ساعة الوطن لنكون على موعد مع الرئيس المنتظر ؟ ومن قلعة الإستقلال ؟!
المصدر:ايكو وطن