بقلم نقولا أبو فيصل “الارمن في بنغلادش ..ووفاة آخر أرمني فيها”!
من كتاب “ارمينيا موت وحياة تتجدد”
Armenia death and life renewe
في 11 نيسان من العام 2020 توفي الارمني مايكل جوزف مارتن عن عمر يناهز 89 عامًا، واسمه الحقيقي “ميكيل هاوسيب مارتيروسيان” وهو آخر أرمني كان لا يزال يعيش في بنغلادش ، مما يضع حدًا لوجود الأقلية المسيحية في البلاد الذي دام أكثر من 300 سنة ، بعد أن أمضى مارتن عمره حارساً لكنيسة القيامة الأرمنية وكان له دور فعال في الحفاظ على بقائها في دكا، وتنتقل الكنيسة اليوم الى حارسها الجديد آرمين آرسلانيان المقيم في الخارج. وتناقصت عبر التاريخ أعداد الارمن تدريجيًا في بنغلادش ولا وجود لهم حالياً في البلاد بعد أن كانت جالية أرمنية كبيرة إلى حد ما تعيش في حي أرمانيتولا في أوائل القرن الثامن عشر ، وقد لعبت دورًا مهمًا في التجارة البنغالية ، وكان ارمن بنغلادش يتبعون كنيسة القيامة الرسولية المقدسة التي تم بناؤها في العام 1781 جنباً إلى جنب مع المقبرة المجاورة لها ، وهي لا تزال معلم رئيسي وسياحي في دكا القديمة .
وتاريخياً كانت العاصمة البنغلادشية موطنًا لمئات الأرمن الذين وصلوا اليها في القرن السادس عشر وأصبحوا من كبار التجار والمحامين والموظفين العموميين في المدينة ، وقد جاء مارتن إلى دكا في العام 1942 على خطى والده الذي استقر فيها طيلة حياته ، وكان في الأصل تاجراً لكنه قضى بقية عمره في رعاية وصيانة الكنيسة ومقبرتها التي يُدفن فيها 400 ارمني بما في ذلك زوجته التي توفيت في العام 2006 وبعد هجرة اولاده من بنغلادش، أصبح مارتن الأرمني الوحيد المتبقي في دكا وعاش بمفرده في قصر كبير في أراضي الكنيسة.
وفي حديث معه اجرته في العام 2009 وكالة الانباء الفرنسية فرانس برس صرّح قائلاً : “عندما أمشي، أشعر أحيانا بأرواح تتحرك ، هذه هي أرواح أسلافي ، لقد كانوا رجالا ونساء نبلاء، وهم يرقدون الآن بسلام”. وتحمل شواهد القبور الرخامية التي كان مارتن يعتني بها أسماء عائلات مثل ساركيس ومانوك وأراتون، وكلها تعود إلى وقت كان فيه الأرمن أغنى تجار دكا ويمتلكون منازل فخمة ويتاجرون بالتوابل والجلود.وفي ذروة الوجود الأرمني سجلت سجلات الكنيسة الأرمينية في دكا أكثر من 200 حالة وفاة ، بالإضافة إلى أكثر من 250 معمودية وأكثر من 50 زواجًا. بصرف النظر عن دكا ، كان هناك وجود أرمني كبير في مدينة صيداباد في ضواحي العاصمة مرشد أباد ومناطق هوغلي ، كولكاتا تشينسورا ، باتنا و كاسيمبازار
بحث نقولا ابو فيصل
