القطاع الصناعي أمام الاختبار الأصعب.. المهندس عبد خضر: قدرنا ان نواجه بصمت وصبر
خاص ايكو وطن عارف مغامس
يتجه القطاع الصناعي بقاعا نحو أفق إنتاجي واعد وبخطوات ترسخ ثقافة الاستمرار والريادة والجودة.
هذا القطاع الذي عانى ما عاناه من أزمات وتحديات على كافة الجبهات، وصل في لحظة إقتصادية ملائمة الى حدود قريبة من شاطىء الأمان بعد ان تجاوز عتبات الانهيار الإقتصادي العاصف في لبنان منذ ما يزيد على اربع سنوات.
نائب رئيس تجمع الصناعيين في البقاع مدير عام شركة الكونسروة شتورة المهندس عبد خضر قارب هذه الازمة من منظور مختلف، إذ رأى أن ما حصل هو سلاح ذو حدين؛ حد انهيار العملة الوطنية وضياع جنى عمر اللبنانيين والصناعيين في المصارف اضافة الى تدهور أوضاع الناس ووصولها الى شفير الهاوية وعدم القدرة على استعادة التكيف مع نمط الحياة الذي كان سائدا قبل الأزمة.
يقابل ذلك حد الحاجة الى الصناعة الوطنية لا سيما الصناعات الغذائية التي فرضت حضورها بقوة جودتها من ناحية، وملاءمة سعرها لجيوب المواطنين ، رغم منافسة الكثير من السلع المهربة من الخارج او تلك التي تباع في السوق الاستهلاكية غير مستوفية شروط سلامة الغذاء وتدني مستوى مطابقتها لمواصفات الجودة، في ظل تفريخ بعض المعامل غير المرخصة.
وتحدث خضر عن الازمة المستجدة المتمثلة بانعكاسات أزمة عبور السفن وتباطؤ عمليات الشحن البحري وتغيير مسار بعضها نتيجة المخاطر الامنية، في البحر الاحمر ما يعني زيادة الاكلاف ،معتبرا انه ” مع كل حدث امني محلي او اقليمي تتعرض الصناعة اللبنانية لنكسات، لدرجة ان الصناعة والصناعيين في لبنان مكتوب عليهم دفع الفواتير مع كل نكسة، “اعان الله لبنان واللبنانيين” وما كدنا ان نلتقط الانفاس بعد ازمة كورونا أتى معها انهيار العملة وبعدها الحجز على اموال المودعين اضافة الى عدم ثبات سعر صرف العملة، واغلاق بعض الاسواق امام المنتجات اللبنانية والذي كان وقعه صاعقا على الصناعة والصناعيين ثم اتت الطامة الكبرى في هدم قسم من العاصمة بيروت من جراء انفجار مرفأ بيروت واثره المدمر على حركة الاستيراد والتصدير فضلا عن انعكاساته السلبية على الاقتصاد الوطني.
ودعا خضر الى إيلاء هذا القطاع الأولوية التي من شأنها رفع المظلومية التاريخية عن هذا القطاع الاستراتيجي، بوصفه قطاعا يملك قابلية إنعاش البلد وتأمبن استدامة إقتصادية ودولارية تجنبه اي اهتزازات يمكن ان تتجدد ، يضاف الى ذلك قدرة الكادر البشري المتخصص في كثير من المجالات ومنها تكنولجيا المعلومات التي يمكن ان نصدرها لان ثمة طاقات كبيرة تمتلكها خاصة في الابتكار الصناعي، والحاجة كبيرة الى القيام باصلاحات على كافة المستويات خصوصا في قطاع الطاقة والكهرباء وفي الموضوع الضريبي والمصرفي.
وختم خضر داعيا الى عدم بيع الأوهام ومصارحة الجميع بواقع ما يجري على مستوى أسواق التصدير التي لا زالت متعثرة وتحتاج الى حلول جدية وجذرية وإعادة النظر بكثير من الاتفاقيات التجارية ان لجهة الاستيراد والتصدير او لجهة العلاقة بين لبنان والدول التي وقعنا معها تلك الاتفاقيات وكان لبنان مغبونا فيها، مشددا على ضبط المعابر ووقف عمليات التهريب او دخول البضاعة من وراء الحدود الى الداخل اللبناني لا سيما الى البقاع، معتبرا ان الخلاص الحقيقي يبدأ باعادة الثقة بعمل المؤسسات الدستورية وانتظامها وبالاقتصاد، وبالمصارف، وبمدى قدرة الدولة على اقناع المواطن المقيم واللبناني المغترب اننا نعيش في بلد ينعم بالاستقرار، وتعزيز القطاعين الزراعي والسياحي لانهما مرتبطان بالقطاع الصناعي ، فقدرنا كصناعيين ان نواجه بصمت وصبر ، ولكن الى متى؟!