أعاد تحريك مُبادرته الرئاسيّة تحت عنوان “تخفيض السقوف”سكاف: على الجميع التحلّي بالتواضع والمسؤولية
على الرغم من أن الوضع الأمني جنوباً يحتل واجهة الإهتمام السياسي، خصوصاً بعد الضربة الأخطر التي تمثلت بالغارة على الضاحية الجنوبية، واستهداف القيادي في حركة حماس الشيخ صالح العاروري، توازياً مع ارتفاع وتيرة الإعتداءات “الإسرائيلية”، إلاّ أن الملف الرئاسي، لم يَغِب عن طاولة البحث المحلي كما الخارجي. وفي هذا الإطار، يرى النائب المستقل الدكتور غسان سكاف، أن رئاسة الجمهورية في لبنان، قد تحوّلت ملفاً إقليمياً، كاشفاً لـ “الديار” عن أن “المجتمع الدولي سيدفع باتجاه إجراء الإنتخابات الرئاسية فوراً، بعد إنجاز بنود اتفاق ما بعد حرب غزة ووقف النار فيها”.
ويشدِّد على أن “المجتمع الدولي يريد أن يكون الملف الرئاسي أولويةً داخلية، وهو يتدخل في شؤوننا الداخلية، بسبب عدم تمسكنا بوحدتنا، واستمرار ارتباط كل الأطراف المحلية بالقوى الإقليمية، وبالتالي تدخل هذه القوى باستحقاقاتنا ومنها الإستحقاق الرئاسي”. وفي هذا الإطار، يقول ان “التمديد للقادة الأمنيين، لم يكن قراراً لبنانياً صرفاً، ولم يكن ليحصل لولا توافق أو تقاطع ما بين واشنطن وطهران، ونتيجة تواصل عبر قنوات سرية، أدى أيضاً إلى ضبط قواعد الإشتباك في الجنوب مع العدو الإسرائيلي”.
ومن ضمن هذا السياق، يشير إلى أنه “وبعد خطوة التمديد، بدا أن التلاقي بين اللبنانيين ليس مستحيلاً، وقد ظهر من خلال مراقبة الحضور في جلسة التمديد أنه كان بين متباعدين، فكان الحضور المسيحي يشمل “القوات اللبنانية” والمسيحيين من دون “التيار الوطني الحر”، وفي الحضور الشيعي غاب حزب الله، وبالتالي بعد جلسة التمديد للقادة الأمنيين سقط مبرّر إخفاق المجلس في انتخاب رئيس للجمهورية”.
ويضيف إنه انطلاقاً من هذا المشهد النيابي، اتخذ القرار بتحريك مبادرته الرئاسية التي كان أطلقها في العام الماضي، مؤكداً أنه سيعمل على “التركيز على اقتناص فرصة إمكانية التلاقي والترويج للإيجابيات، تحت عنوان تخفيض السقوف، إذ على كل الأطراف الداخلية النزول عن الشجرة، والتحلّي بشجاعة تخفيض السقوف المرتفعة، بمعنى التحلّي بالقليل من التواضع وبالكثير من المسؤولية”.
وعن حظوظ نجاح المبادرة اليوم، يقول إن “الحظوظ مرتفعة، لأن الكل تعب وبات عاجزاً عن الإستمرار وفق ما كان عليه الوضع في السابق، كما باتوا يستشعرون أكثر الخطر الأمني المحدق”.
وحول ارتدادات التصعيد “الإسرائيلي”، يرى أن “الركيزة الأساسية لاستقرار كل المنطقة ومن ضمنها لبنان، هي في ما يجري في السرّ وليس في العلن، ففي العلن هناك زيارة للموفد الأميركي آموس هوكستين من أجل الضغط لتجنّب الحرب بين “إسرائيل” ولبنان، وفي السرّ هناك مفاوضات بعيدة عن الأضواء بين أميركا وإيران، والتصعيد في المنطقة يحصل من أجل تحسين شروط التفاوض في أكثر من ساحة، ولذا نتمنى أن لا تؤدي الإغتيالات لوقف التفاوض وإلى تغيير قواعد الإشتباك، ما سيؤدي إلى دفع لبنان أثماناً باهظة، وربما الإطاحة بالملف الرئاسي، خصوصاً وأن واشنطن على وشك الدخول في مرحلة الإنتخابات الرئاسية، وسيتراجع دورها في وقف التصعيد في المنطقة، ومن هنا يأتي انسحاب المدمّرة جيرالد فورد”.
وبالنسبة لتأثير الإغتيالات الأخيرة، يرى سكاف أنها “سيدة الموقف، ولكن علينا أن نقوم بواجب انتخاب رئيسٍ للجمهورية وتأمين انتظام عمل المؤسسات، كي لا نتفاجأ وكي لا تأتينا المصائب ونحن عراة”.