كتب نقولا أبو فيصل “بين سرقة الافكار والتقليد والكسل في البحث”
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 5
ما هو شعورك حين تجد فكرتك التي إبتكرتها منسوبة إلى غيرك، أو أن تجد مقالاً تعبت في كتابته لساعات منسوباً الى شخص آخر ، أو حين تكتشف أن فكرتك التي عملت عليها طويلاً أتى “أبن الحلال” ليقلّدها ويشد الإنتباه إليه .نعم هذا شعور لا يُحسد عليه صاحبه حين يجد تعبه مسروقاً ، وهذه المشكلة نجدها كثيراً على مواقع التواصل الإجتماعي , لكن السؤال الذي يطرح نفسه : ما هو الفرق بين سرقة الأفكار والتقليد؟في هذا السياق يمكن تعريف السرقة على أنها إستخدام فكرة أو إبتكار لشخص من دون الحصول على إذن منه أو دون الإشارة إلى مصدرها ، أما التقليد فهو إستخدام هذه الفكرة أو هذا الإبتكار مع إضافة بعض التعديلات أو التحسينات الخاصة به.
وهناك فرق كبير بين السرقة والتقليد، ففي حين تعد السرقة غير قانونية وغير أخلاقية، يمكن أن يعد الاقتباس قانونياً إذا تم توثيق مصدره الأصلي، إذ أن البعض يتعامل مع الأفكار على أنها كنز يجب حمايته، في حين يراها البعض مجرد سلعة يمكن اقتناؤها بدون تكلفة ، وفي حال سرقة أفكار شخص ما على مواقع التواصل الاجتماعي، فمن المهم إتخاذ بعض الإجراءات اللازمة لحماية حقوقه والتعامل مع الموقف بشكل فعال منها : اولاً جمع الأدلة التي تثبت أن أفكارك الخاصة قد تمت سرقتها وذلك من خلال إستخدام لقطات الشاشة والروابط ومحتوى المنشور كأدلة. ثانياً مواجهة الشخص الذي قام بنشر الأفكار المسروقة والتحدث معه بشأن الموضوع وطلب إزالة المحتوى المسروق.وأخيراً يجب الإبلاغ عن المخالفة لمواقع التواصل الاجتماعي وطلب إزالة المحتوى المسروق.
ومن أسباب اللجوء الى السرقة والتقليد هي الكسل الذهني والإتكال على الآخرين دون بذل أي مجهود شخصي بحيث يقدم ما سرقه من أفكار “مفتخراً” بأن الفكرة فكرته والأسلوب أسلوبه. كذلك يلعب دافع الغيرة دوراً كبيراً خصوصاً تلك التي تنبع من رؤية شخص قد وصل إلى مرحلة متقدمة من التفوق والنجاح والاخرون لا يزالون مكانهم.، كذلك فيما يتعلق بموضوع سرقة الأفكار والتقليد، فبعض الأشخاص يختارون الصمت ولا يتحركون، في حين أن البعض الآخر يختارون الدفاع عن حقوقهم ومواجهة المشكلة حتى يتم إستعادة مسروقاتهم.وفي النهاية يجب علينا أن ندرك أننا جميعاً نملك قدرات إبداعية فريدة و أفكارا تميزنا، وعلينا أن نحترم حقوق الآخرين ونتعامل معها بأمانة ونزاهة، فالاحترام المتبادل والتعاون يساهمان في بناء مجتمع إبداعي وابتكاري يزدهر.
نقولا ابو فيصل