الرجل المجلل بقيم وشيم
برحيل الشيخ طعمة قاسم طعمة كليب من بلدة العقبة في قضاء راشيا يفتقد وادي التيم سنديانة جبلية عتيقة سامقة متوجة بالعزة وطيب المنبت.
كان الراحل مثالاً للشموخ والكرامة والفعل والعطاء، من أسرة معروفة بتاريخها الوطني والنضالي منذ ثورة العام 1925، ومحطاتها الناصعة في ميادين البطولة والفداء.
عاش الراحل تجربة الانتماء والشرف والنضال، منذ العام 1949، إلى جانب مسيرة المعلم الشهيد كمال جنبلاط، وكان مقاوماً ضد الاجتياح الاسرائيلي وضد العملاء، ومدافعاً عن الأرض والعرض في حرب الجبل.
لقد كان “أبا سلمان”، من خيرة الرجال بصفاته ومناقبه وشمائله الحميدة، متميزاً بالفطرة الصافية والفهم السليم، ضحى بالكثير في سبيل خدمة بلدته ومنطقته ومجتمعه وبيئته.
سمعنا الكثير من مآثره، وحسن سيرته، وسمعته، وتميز بصلابة الرأي والمواقف المشرفة التي يذكرها القاصي والداني، وهو من طينة الشرفاء والمناضلين الغيورين على الكرامة والشهامة والأخلاق ومن رعيل الاوفياء الذين ليس على صدورهم قميص.
هو الرجل المجلل بقيم وشيم من صورة الزمن الجميل، تصعد روحه الى بارئها بعد مسيرة طويلة من المحطات المشرقة، وتبقى سيرته عطراً يفوح بين كل المحبين وأبناء المجتمع.
ويمضي المرحوم الشيخ ” أبا سلمان” طعمة قاسم طعمة، تاركاً ذكراً طيباً وجيلاً من الأبناء هم مثال أعلى في الوطنية والأخلاق والألفة الطيبة.
رحم الله شيخنا الكريم، فهو إذ يغيب في جسده وقامته الشاخصة في عيوننا، سيبقى حاضرا في قلوبنا وتاريخنا.
حسن بحمد