“التطمينات” الدولية لا تطمئن.. وتحرّك محلي لا يحرّك المياه الراكدة
على وقع الحرب المتواصلة على غزة ولبنان، والمفاوضات المتجددة في باريس وبعدها القاهرة، يتأرجح الوضع في الجنوب بين هبة ساخنة وهبة أكثر سخونة، فيما تحاول الدول الوسيطة العمل على إيجاد صيغ للتهدئة، بعضها يقدّم تطمينات معيّنة نبّهت منها مصادر أمنية في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية بدعوتها إلى “عدم الركون للتطمينات الدولية حيال لبنان كونها لم ترقَ الى حدود الضغط على اسرائيل لمنعها من شن حرب واسعة ضد لبنان”.
وهذا ما أكده لجريدة “الأنباء” الالكترونية عضو كتلة “تجدد” النائب أديب عبد المسيح الذي شارك في عداد الوفد النيابي الذي زار لندن قبل أيام وأجرى محادثات مع أعضاء في مجلس العموم البريطاني لشرح المسألة اللبنانية والطلب اليهم الضغط على إسرائيل لمنعها من شن حرب ضد لبنان، ناقلاً عنهم اقتناعهم بالتسوية وتطبيق القرار 1701، لكنهم في المقابل، وبحسب عبد المسيح، يطالبون “بانسحاب حزب الله الى شمال الليطاني من دون مطالبة اسرائيل الانسحاب بالمثل، إذ لا يعنيهم سوى أمن إسرائيل”، مستبعداً بالتالي التوصل إلى تسوية في الوقت الحاضر بغياب رئيس للجمهورية.
وقال عبد المسيح: “يجب أن نكون يقيظين كي لا يأتي الحل على حسابنا”، مؤكداً أن “اسرائيل تسعى لاستدراج حزب الله للحرب لأنها بعد حربها على غزة زادت شهيّتها لسفك الدماء وتحاول مقايضة لبنان برفح”، متوقعاً “الوصول الى تسوية من هذا النوع قبل حلول رمضان المبارك، لذلك علينا اقتناص الفرصة والذهاب الى انتخاب رئيس جمهورية قبل أي شيء آخر”.
محلياً تتحرك كتلة الاعتدال الوطني في مبادرتها التي تسعى الكتلة لطرحها على باقي الكتل النيابية وتقضي بعقد جلسة نيابية تشاورية بهدف الاتفاق على مرشح مقبول من معظم الكتل والذهاب لانتخابه رئيساً للجمهورية.
مصادر الكتلة أكدت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن المبادرة تتوقف على نتائج لقاء الكتلة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وموافقته على تحويل جلسة الانتخاب إلى جلسة مفتوحة.
ويبقى معرفة ما إذا كانت هذه المبادرة وغيرها ستنجح في إيجاد صيغة مقبولة لإنهاء الشغور الرئاسي، علماً أن التسريبات تشير الى أن الخماسية الدولية التي هي الأخرى تتحضر لمحاولة جديدة في هذا الإطار، ويبقى الأهم تثمير كل ذلك بانتخاب رئيس جمهورية.