كتب نقولا أبو فيصل “بين الغالب والمغلوب والنظام المعطوب”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
منذ ثلاثين عاماً ، ونحن نعيش حالة من اللا إستقرار أو”ستاتيكو” لا غالب ولا مغلوب بين امراء الطوائف اللبنانية ، ولكن بحسب نظرية ابن خلدون التي تقوم على خيارين لا ثالث لهما “غالب ومنتصر” أو “مغلوب ومهزوم” وأذا كان المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب فأن الشباب اللبناني بات يبحث عن الخلاص من هذه العقلية من خلال العلم والوعي وقطع الطريق على الذين يقومون بتأجيج الصراع بين ابناء الوطن على أساس التناقض في الافكار والأيديولوجيا ونتائجهما الحتمية ، إما غالب وإما مغلوب . وللغالب والمغلوب معياران يتبدلان ويتغيران فالغالب كان يعني القاتل والمغلوب هو المقتول
وحتى اليوم فأن تغييّر الانطمة في دول العالم الثالث يتم بالانقلابات العسكرية والغالب هو الحاكم والمغلوب هو المحكوم . والحاكم في الغالب يكون حرًا طليقًا، والمغلوب يصبح سجيناً او مقتولاً. ومع التغيير الحاصل في فهم ثقافة الغالب والمغلوب في النظام اللبناني المعطوب ، فالغالب لا يُشترط فيه أن يكون القاتل، والمغلوب لا يشترط فيه أن يكون المقتول ، بل يمكن للمغلوب أن يكون التابع الذي سينسج مع المتبوع “الغالب” مصالح لا تتوافق مع المصلحة الوطنية العليا. وهكذا يصبح التابع الذي يكون عادة في موقع السلطة “غالبًا” وتشغل الطبقات الفقيرة عادة موقع “المغلوب”
وفي السياسة اللبنانية الغالب هو الحاكم المسؤول عن تعهداته أمام الشعب ، أما المغلوب فهو المُعارض الذي يراقب أداء الغالب ويحاول أن يجد الثغرات الموجودة بين ادعاءاته وأفعاله؛ فإذا وجد هذه الثغرات كبيرة يحاول أن يتسلل من خلالها لكشف حقيقة أن هذا الغالب كان مدعيًا لكنه عاجز عن التزام تعهداته. وهنا يأتي دور المغلوب من خلال تطوير نفسه وكسب ثقة الناس به ، على أن يتحدد لاحقاّ في الانتخابات شكل الصراع بين الغالب والمغلوب ، وحسب نتائجها يتحوّل مَن كان يؤدي دور الغالب سابقاً إلى مغلوبٍ وبالتالي لا يُشترط فيه أن يكون مقتولًا، أو مسجونًا.هذه وجهة نظري في الموضوع وإن اختلفت معك عزيزي القارئ في الرأي فلا غالب بيننا ولا مغلوب!
نقولا ابو فيصل