كتب نقولا أبو فيصل “بين الولاء للدولة والولاء للطائفة معلمي اقوى من معلمك”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
يؤمن اللبنانيون بغالبيتهم بفكرة أن الدولة هي عدوة المواطن، وبالطبع تنتقل العدوى من جيل الى جيل، فالدولة بنظر المواطن اللبناني هي عدوّته ويبحث عن كيفية الاستفادة منها، وهذا ما يضعف الدولة لصالح الأحزاب الطائفية ودكاكين السياسية الذين لعبوا دور الوسيط بين الشعب والدولة فكانت قوة الطوائف مهيمنة على قوة الدولة، والحق في ذلك ليس على الطوائف بقدر ما هو على التسويات التي كانت تحصل والتي من شأنها تغييب دور الدولة لصالح الطائفة، وبالتالي، فقد أفقدت الفرد انتماءه الى لوطن، وأصبح المواطن ملزماً بولائه للطائفة، لأنّها تزوّده بما يحتاجه نتيجة غياب هذه السلطة المركزية التي يفترض بها تأمين حقوق المواطنين ضمن قواعد العدالة والمساواة والتربية والعلم وكلّ ما يحتاج إليه المواطن ليكون مواطناً بكل ما للكلمة من معنى .
يقول إمام الوطن الشيخ المغيب موسى الصدر : “لبنان يهتز من داخل كيانه بفعل ما لدى البعض من نقص في الولاء للدولة والثقة بها ، وبفعل ما لدى بعض السلطة من شهوة في الإقصاء” ومنذ تأسيس لبنان حتى الآن لم تستطع أي انتخابات أن تحسم الخيارات والتوجهات السياسية للدولة، ولا أن تغير من الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي للبلد ، فالانتخابات في لبنان مجرد فولوكلور ومناسبة لتجديد الولاء والبيعة لزعماء الطوائف! ومن الواضح صعوبة تغيير النظام الطائفي في لبنان، لأن ذلك يعني نهاية الكيان الذي أسسه الانتداب ورسخ الطائفية فيه لتكون منفذاً للتدخل في شؤونه ، ولن يستقيم أمر الدولة في لبنان الا عندما يتقدم الولاء للدولة على كل ولاء آخر ، وعلى كل هويةٍ أخرى !
والسؤال، إلى متى سوف يظل لبنان يتحمل نتائج السياسات الخارجية التي تخنقه يوماً بعد يوم ؟ باعتقادي، أنه آن الأوان أن يتعلم أولادنا في المناهج التربوية التعايش مع الوطن والولاء للدولة .
نقولا ابو فيصل كاتب وباحث ورئيس تجمع الصناعيين في لبنان.