شيخ العقل التقى وفداً من “القوات” وشهيب ورعى لقاء مصالحة
التقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في دار الطائفة في بيروت اليوم وفداً من حزب القوات اللبنانية وكتلة “الجمهورية القوية” موفداً من رئيس الحزب د. سمير جعجع، برئاسة النائب غسان حاصباني وضمّ: النائب نزيه متى والسادة: د. غسان يارد، جورج عيد، انطوان مراد، ماري ابي نادر، جورج مزهر وجوزيف ثابت. وحمل الوفد تحيات د. جعجع لسماحة شيخ العقل وتهنئته بحلول شهر رمضان المبارك، ودعوته الى الافطار السنوي الذي يقام في معراب لهذه الغاية. كما تناول اللقاء البحث بعدد من القضايا المطروحة والتطورات الامنية على الحدود الجنوبية والاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية.
وبعد اللقاء صرّح النائب حاصباني، قائلا: تشرفنا اليوم كوفد بلقاء سماحة شيخ العقل موفداً من د. سمير جعجع لتهنئته بحلول شهر رمضان المبارك ودعوته الى الافطار السنوي في معراب، واستعرضنا الاوضاع العامة، وقد تمنينا حصول تقدم في الأمور المطروحة، من أجل الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، اما المبادرات التي تطرح اليوم فنتلقفها على نحو ايجابي، خاصة ما يتعلق بالتشاور حول الوصول الى مقاربات رئاسية والطلب من رئيس مجلس النواب فتح ابواب مجلس النواب امام النواب لعقد جلسة تشكل المدخل لعقد دورات متتالية، لانتخاب الرئيس بالتزام جميع المتداعين عدم تطيير النصاب، لانتاج رئيس للجمهورية بمواصفات نراها قريبة جدا من تطبيق الدستور. ودور رئيس الجمهورية اساسي بذلك، ويجب ان يكون بعيدا من الفساد السياسي والمالي ويجمع اللبنانيين ويكون له قدرة على التفاعل مع المجتمع الدولي وقيادة مسيرة الاصلاح المطلوبة والملحة اليوم والمتفاعل مع اللبنانيين في بسط سيادة الدولة على كامل اراضيها وجمع كل اللبنانيين حول مسار وطني واحد، خاصة في المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة من ازمات ومواجهات عسكرية وسياسية واقتصادية”.
وأضاف: “نتمنى ان يكون الشهر مباركا على الجميع ويعود على اللبنانيين بالخير والبركة والاستقرار والسلام، وفي ان يبعد كأس الحروب والإنجرار إلى المواجهات العسكرية، التي لا يمكن بأي شكل أن يتحملها المجتمع اللبناني.
وردا على سؤال حول مبادرة الاعتدال، قال حاصباني: “مبادرة الاعتدال تقوم ليس على عقد طاولة حوار، وثمة فرق كبير بين التشاور بين الفرقاء السياسيين ضمن الاطر الدستورية بحيث لا يتخطى الدستور والحوار الذي ينظم وبين طاولة مرؤوسة وفيها محضر واهداف بعيدة من الدستور، كي لا يصبح الامر عرفا وشرطا لتطبيق الدستور، الذي يقول عند خلو سدة الرئاسة يلتئم المجلس النيابي بحكم القانون وليس بدعوة، وهذا مهم في الدستور. لكن اي شرط مسبق لتطبيق هذا الدستور ضمن صفة او حالة رسميتين اذ ذاك يصبح عرفا شأنه ان يخلق اعرافا جديدة، ويصبح قاعدة عند اي حالة، فنكون بذلك نمزق صفحة وراء صفحة من هذا الدستور وعندئذ لا يبقى لنا دستور ونصبح امام نظام عرفي وهذا امر خطير جدا للبلد، مع احترامنا لكل النوايا التي تنطلق منها اية مبادرات. لذلك اعتبرنا مبادرة الاعتدال افضل للدستور بحيث يتم من خلالها التشاور بين بعضنا البعض على المستوى الثنائي او يكون متعدد الاطراف وسوى ذلك، وشيء مهم ان يتكلم الشخص مع الاخر وتتفاعل الوساطات هذا امر حصل وربما يحصل في المجال الواسع المتاح للنواب، لكنه لا يخالف الدستور ولا يخلق عرفا بديلا من الدستور”.
وردا على سؤال آخر حول ضياع الفرص، قال: ” ان من يضيّع الفرص يراها مضيعة للوقت، ونحن نرى ان المضيعة للوقت هو في عدم الذهاب الى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية وفي اي شيء يبعدنا عن الدستور، تلك مضيعة للوقت والفرص امام اللبنانيين”.
كما التقى شيخ العقل عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب اكرم شهيب الذي زاره تقديرا لدوره في انهاء الاشكال الذي حصل بين شباب من بلدتي عرمون وعيتات في جامعة البلمند سوق الغرب ورعايته مصالحة بين الفريقين، مثمنا دوره الحاضن لمجتمعه الروحي والوطني العام”. وجرى خلال اللقاء بحث قضايا عامة ومسائل متصلة بمنطقة الجبل.
وكان شيخ العقل رعى في دارته في شانيه لقاء مصالحة بين مجموعة من الشبان والأهالي من بلدتي عرمون وعيتات إثر إشكال حصل منذ أشهر في جامعة البلمند سوق الغرب حصل فيه إطلاق نار وأسفر عن إصابة أحدهم من آل التيماني، وحضر اللقاء عدد من المشايخ والأهالي من عائلتي المهتار والجوهري من عرمون، بمشاركة أساسية من مشايخ عائلة آل المهتار وعدد من رجالاتها بينهم المحامي بسام المهتار والسيد محمد المهتار. كما حضر وفد من عائلة التيماني من عيتات، بينهم رئيس البلدية امين التيماني والشيخ عماد التيماني وصلاح التيماني. وتمّ اللقاء بعد مساعٍ حميدة رعاها سماحة شيخ العقل بمساعدة الخيّرين، وبحضور الكاتب العدل السيد وسيم زين الدين، حيث جرى التوقيع على اسقاطات الدعاوى من الجانبين والقيام بالواجب تجاه المصابين.
وكانت كلمة لشيخ العقل شكر فيها “سعاة الخير وثمّن التجاوب العالي من آل المهتار ومن آل التيماني ومن الجميع حذّر من مغبة تكرار مثل هذه الخلافات بين الشباب ودعاهم الى المزيد من اليقظة والوعي والتبصر بعواقب الامور، كما كرّر موقفه من ضرورة التصدّي لأي خلاف أو اشكال يحصل في مناطقنا لتدارك تبعاته وعقد المصالحة بين المتنازعين على قاعدة رفع الظلم وإحقاق الحق ونشر روح التسامح والأخوّة في المجتمع”.
كما شدد الشيخ ابي المنى على “اعلاء شأن الوفاق والتماسك وفي ان تكون وحدتنا فوق كل اعتبار، انطلاقا من ايماننا التوحيدي وبمقتضى القول: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، وتلك قاعدة يجب ان نبقى متمسكين بها، مهما تباينت الآراء وتواردت الافكار، خاصة واننا أبناء مسلك توحيدي واحد يدفع فيه الاخ الشر عن أخيه ويعينه على الخير، كي لا يصاب بشيء من النقص. علينا السعي لتجسيد تلك القاعدة، كي نرتقي معا بحديث “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”. لذا علينا ان نشبك ايدي بعضنا البعض ونكون على مستوى وجودنا ومسؤولياتنا كل في مجاله وموقعه، ونتطلع الى ما يرضي خالقنا ومجتمعنا وضميرنا الوطني ولبناننا الذي يعيش اليوم مرحلة دقيقة في مصيره ومستقبله”.
ومن زوّار شيخ العقل رئيس مجلس أمناء صندوق الزكاة القنصل محمد الجوزو والمدير العام الشيخ زهير كبي ووفد مرافق، لدعوته الى افطار صندوق الزكاة السنوي. كما استقبل رجل الاعمال السيد فايز الرسامني. ثم السيد كمال حلاوي باسم “الندوة العالمية للشباب الاسلامي”. وعقد اجتماعا مع اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي، بحضور رئيستها المحامية غادة جنبلاط. وكذلك مع اللجنة الثقافية بحضور رئيسها الشيخ عماد فرج.
وعاود الشيخ ابي المنى التعازي بمعتمد مشيخة العقل في الولايات المتحدة الاميركية الشيخ فؤاد سليم التي اقيمت في دار الطائفة في بيروت.