كتب نقولا أبو فيصل “بين حب الاوطان والأنتظار فقدان وحرمان” !
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
لا تقبل أن تعيش حياتك تائهاً بين سعادة وحزن ، بين حب وكره، بين رضوخ وعصيان، بين حرية وعبودية ، ولا تقبل أن تبقى على مفترق الطرق, فالضعف في اتخاذ القرار يبقيك تحت وطأة الخذلان . وقد يتشابه في حياتك الكثير من رؤوس الاقلام لكنّها تختلف في التفاصيل.وهكذا يضيع العمر في لبنان بين حب وحرمان ، بين ضحكة تستمر لدقيقة وتختفي لأعوام ، بين ذاكرة وطن ونسيان ، بين إنتظار وفقدان ، بين خوف وأمان وبين وعودٍ وخذلان . في وطن اسمه لبنان يعيش حكامه بلا مشاعر وبلا وجدان ولا يعّبر شعبه عن حب وطنهم غالباً الا بالحنان !
وإذا كان “الإنسان لا يرث الكرامة ولا المهانة، بل يصنعها بنفسه” كما يقول كاتب البيرو الشهير بارغاس يوسا الذي يعتبر من أهم روائيي أمريكا اللاتينية، وهو الفائز بجائزة نوبل في الأدب عن خرائط هياكل القوة التي رسمتها أعماله وتصويره النيّر لمقاومة الفرد وثورته وهزيمته، ولا يختلف اثنان في الحياة على أن كرامة الانسان هي مجده الذي يصنعه بعقله المستقيم وجدّيته ، وفي حين أن الطغاة هم قلة والمستضعفين هم كثر ، فأن ما يجعل الكثرة تخضع للقلة هو ضعف الارادة وتلاشي الهمة وقلة النخوة . فأن تنازل الانسان عن كرامته يجعله بلا قيمة ولا تقدير . وهكذا فأن الرجال يعرفون من أفعالهم وليس من أقوالهم ، ويعرفون في الشدائد لا في الولائم، وفي المواجهة لا في المراوغة ، وفي الولاء للأوطان لا في خذلانها ، وفي السعي وراء الرزق لا في إنتظار وصوله!
واذا كان لبنان قد عانى من ويلات الحروب وشرورها وما رافقها ولا يزال من خراب ودمار وفقدان للامن والامان وانتشار للحرمان والفقر ، ولو سألنا الضعفاء والمهمشين عن حبّ الأوطان، فهم وحدهم يستطيعون صياغته في أفضل عنوان على الرغم من الحرمان. وأما أباطرة المال واللصوص وأهل الارتزاق والفساد، فهؤلاء لا يُعرف لهم وطن ليحبّوه، ويخدموا أهله، فأوطانهم مصلحتهم التي يقدّمونها على كل شيء . نعم في لبنان يعاني المواطن اللبناني الادمي من حرمان وفقدان الأمل بمستقبله ومستقبل اولاده ورغم انه ليس له ولاء لاي وطن غير لبنان كما البعض !فأنه بات يُنظر اليه في الآونة الاخيرة نظرة ريبة وتشكيك في وطنيته لانه قرر التوقف عن التصفيق لجلاديه .
نقولا أبو فيصل
