سكاف : للتماثل بإيران والتمسّك بالصبر الإستراتيجي أمامنا مهلة حتى نهاية أيار لانتخاب الرئيس ثم سينسى العالم لبنان
يستبعد النائب المستقل الدكتور غسان سكاف أن “تقوم إسرائيل بحربٍ موسّعة في لبنان تبدأ من الجبهة الجنوبية، لأن الحرب تستدعي تدخلاً خارجياً سريعاً لوقفها”، ولكنه يؤكد لـ “الديار” أن “هذه الجبهة، هي أمام حرب استنزاف أشدّ خطراً من الحرب الشاملة لجهة تداعياتها على كل المستويات الداخلية وعلى كل لبنان وليس فقط على منطقة الجنوب”، محذراً من أن حرب الإستنزاف، تذكر “بالحقبة التي سبقت الحرب الأهلية في لبنان”.ويشدد على الحاجة إلى “التماسك الداخلي لمواجهة أي مفاجآت في المستقبل، وإن كان لحزب الله اليوم، أعداء في الداخل أكثر من الخارج بسبب الحرب، لأن أكثرية اللبنانيين يرون أن الحزب تفرّد في قرار المعركة التي لن تؤدي إلى اي مكان، كما أن الحزب يتوق إلى الهدنة ووقف الحرب، لأن حال الإستنزاف باتت تلقي بثقلها عليه أكثر من أي مكون آخر، بعد 6 أشهر من الحرب وفي ضوء العجز عن قيادة حرب مكفولة النتائج، كما العجز أيضاً عن قيادة مرحلة السلام والإعمار اللاحقة وبالتالي إنقاذ البلد
ورأى ان قرار الحرب وتوسيع قواعد الإشتباك هو لدى العدو الإسرائيلي “الذي يمسك بجزرة الديبلوماسية من خلال الديبلوماسية الأميركية، وبالتالي فإن المبادرة هي لدى “إسرائيل” والمستفيد الأكبر من اتساع الحرب أو الحرب الطويلة، هو نتنياهو بالذات، حتى أننا بتنا نلاحظ مع تراجع العمليات العسكرية في غزة، استمرار التصعيد على جبهة الجنوب وكأن هذه الجبهة ليست فقط لدعم الحرب في غزة بل لدعم التفاوض ما بعد انتهاء حرب غزة”.
واللافت في هذا الإطار، يقول إن “الديبلوماسية الغربية تأخذ تهديدات إسرائيل للبنان على محمل الجدية وقد زار بيروت موفدون غربيون لتحذيرنا من الحرب، ولكن المسؤولين اللبنانيين يظهرون خفةً في التعاطي مع هذه التهديدات الإسرائيلية وكـأنهم مطمئنون لما سيحدث بعد نهاية شهر رمضان، علماً أننا نعرف أنه بعد عملية 7 أوكتوبر الماضي في غزة، برز تصميم إسرائيلي على عدم التراجع وضمان الحدود الشمالية أياً تكن الوسائل وأياً تكن الأسباب، فالحكومة الإسرائيلية لن تتساهل إزاء أي تهديد قد يشكله حزب الله بعد الدرس الذي تعلمته من عملية طوفان الأقصى مع حماس”.
ويتابع إن “الحزب يقول إنه يشاغل “إسرائيل”، بينما في الوقت نفسه فإن حركة حماس تفاوض “إسرائيل” عن طريق القطريين لخروج قياداتها من غزة وتشترط عدم استهدافهم في الخارج، ولذلك أستبعد الحرب الشاملة لأسباب تتعلق بعدم جهوزية إسرائيل وخوفها من الغرق في الرمال اللبنانية مجدداً ولذلك فالإستنزاف قد يصبح واقعاً ما يعيد إلى الذاكرة حرب الفصائل الفلسطينية من جنوب لبنان ما قبل الحرب الأهلية، وكأن البعض لم يتعلم من الماضي ولم يأخذ العبر مما حصل وكأنه نسي أن هناك اتفاق طائف ومصالحات حصلت تمتيناً للوحدة الوطنية”.
ويبدي خشيةً ملحوظة من أن “تستبدل “إسرائيل” حرب الإستنزاف في غزة بحرب على لبنان ومن انتقال حرب الإبادة بالسلاح في غزة إلى حرب تجويع للفلسطينيين، لأن التفاوض اليوم يحصل على هدنة، وهذا يعني أن حالة الحرب مستمرة، لأن الضغط الحقيقي والفعلي على إسرائيل هو في الضغط الأميركي وليس ضغط ساحات الممانعة، فلبنان يقوم بحرب مشاغلة فيما إيران تتحدث عن الصبر الإستراتيجي، لذا علينا أن نتمثل بإيران ونتمسك بالصبر الإستراتيجي”.
وعن المشهد الداخلي ومصير الإنتخابات البلدية، لا يرى أن هذه الإنتخابات ستحصل بسبب الوضع الأمني في الجنوب، كاشفاً عن “جهوزية تامة لإيجاد الذريعة لتأجيلها وهي الحرب.