عودة سعودية وزيارة قطرية: فرنسا تتهم باسيل بالتعطيل
عاد السفير السعودي وليد البخاري إلى لبنان. ووزير خارجية قطر في بيروت اليوم الثلاثاء للقاء الرؤساء الثلاثة. والرئيس الفرنسي يكثّف تحركاته، ويستعد لزيارة دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل. وفي الأيام المقبلة يصل إلى بيروت مسؤول فرنسي لإجراء مباحثات. ويفترض بسعد الحريري أن يزور باريس قريباً. والبطريرك الماروني بشارة الراعي يدعو إلى مؤتمر دولي لحماية لبنان ووحدته ودستوره.
عودة السفير السعودي
هذه الحركة الديبلوماسية والسياسية تشير إلى أن شيئاً ما يتحرّك في المياه اللبنانية الراكدة. لا يمكن تكبير الرهان، ولا الإفراط في التفاؤل. لكن هناك مساراً فتح ربما، في ظل إصرار باريس على إنجاح المبادرة الفرنسية وتمرير تشكيل حكومة.
وتنطوي عودة السفير السعودي على مؤشر سياسي، بعد طول غياب. يقال إنه كان في إجازة. لكن عودة وليد البخاري إلى بيروت وبدئه عقد سلسلة لقاءات، لا يمكن فصله عن ما يجري في الخارج: مواكبة التحركات الجارية على الساحة اللبنانية، وخصوصاً بعد موقف أميركي في شأن اليمن. والإصرار الفرنسي على الحصول على تفويض أميركي في الملف اللبناني.
وعودة الديبلوماسي السعودي تؤشر إلى عدم اتخاذ المملكة خياراً تصعيدياً. ولكن هل يمكن أن ينطوي الموقف على أي تطور إيجابي يسمح بتشكيل الحكومة؟ لا شيء محسوماً، وليس حتى الآن ما يدل عن إمكان تغيير في الموقف السعودي في شأن حزب الله، إلا إذا ما أريد التطبيع مع الواقع السياسي القائم: تشكيل “حكومة مهمة” مؤلفة من اختصاصيين، وبالتالي لا يكون حزب الله متمثلاً فيها مباشرة.
اتهام فرنسي لباسيل
الرئيس سعد الحريري بصدد إجراء زيارة إلى باريس، يفترض أن يحسم موعدها هذا الأسبوع. وتؤكد معلومات الفرنسيين: “لا بديل عن سعد الحريري في رئاسة الحكومة. ومحاولات استبداله خائبة ولا فائدة منها. وبالتالي لا بد من التفاهم معه”.
ويحمِّل الفرنسيون – حسب معلومات مؤكدة – جبران باسيل مسؤولية التعطيل. وهذا موقف فرنسي يطلق للمرة الأولى بهذا الشكل. أي باعتباره يخوض غمار معركة مستقبله السياسي ورئاسة الجمهورية معاً، من خلال عملية تشكيل الحكومة. وهذا ما لا يمكن القبول به.
تقدير لحزب الله
ويبدو الفرنسيون في حال تفهم كامل لواقع حزب الله، الحريص على الرئيس المكلف وعلى علاقته برئيس الجمهورية وباسيل. وهم يعتبرون أن حزب الله في ورطة بين اعتبارات تحالفاته وظروفه في الداخل والخارج. ويعرف المسؤولون الفرنسيون أن هناك تعقيدات متعددة لا تزال ماثلة، لكنهم لا يعتبون على حزب الله، بل حريصون على التفاهم معه.
والحريري يرفض تقديم أي تنازل. وهذا موقف يجمع عليه إلى جانب كل الجهات التي يلتقيها. حتى خلال لقاءاته المصرية كان الموقف واضحاً ومتناغماً: لا توسيع للحكومة، لا ثلث معطل لأي من الأطراف، ولا وزراء حزبيين. أي العودة إلى المندرجات الأساسية للمبادرة الفرنسية. وتشير المعلومات إلى أن مصر ستعمل على الدفع في هذا الاتجاه.
هذه الأجواء كلها تسهم في ممارسة المزيد من الضغوط على رئيس الجمهورية. حتى البطريرك الماروني أصبح على قناعة بأن عون وباسيل يتحملان مسؤولية التعطيل.
لكن لا يمكن استباق الأمور وتوقع قرب ولادة الحكومة. غير أن التحركات جدية ومكثفة. وقد تصل إلى تسوية معينة وحلّ يحفظ ماء وجه الجميع.
أما في حال فشلت هذه المساعي كلها، فيعني أنه لا بد من توقع الأسوأ على مختلف الأصعدة.
المدن