المفتي الغزاوي في خطبة الفطر: للتكاتف بين المسؤولين وانتخاب رئيس للجمهورية
رأى مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي “أن عالمنا العربي والإسلامي خصوصاً على طول أرض المعاد وأرض المحشر والمنشر وأرض القداسة أرض فلسطين الحبيبة في أوضاع صعبة، وعلينا إما أن تكون أمة تنتظر النصر وإما أن تكون أمة تصنع النصر، وهناك فرق بين من ينتظر النصر وبين من يصنع النصر، وعلى الأمة أن تسأل نفسها ماذا قدمت حتى تكون جزءا من صناعة النصر ويا ويح أحدنا إن لم يكن جزءا من صناعة النصر ، لأن النصر الذي ننتظره هو نصر وليس النصر جماعة أو فئة”.
وقال في خطبة عيد الفطر من مسجد السلطان يعقوب في البقاع الغربي ، بحضور وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين ممثلاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: “إن بلدنا لبنان والذي يعيش هذه الفترة الزمنية من أصعب الأيام التي عاشها بلد ويعيشها بلد وإن كان بالحد الأدنى من خسارة هذه الدولة فالحمد لله، بالحد الأدنى أو الأوسط ما زال بلدنا موجودا ، ولدينا حكومة تصريف أعمال، وتأملوا لو لم يكن لدينا الأمن والعسكر غير موجود ، وقضاء غير متماسك ، وليس لدينا الإدارة المحلية والإدارة العامة ليست موجودة كيف كان حال البلد ومواطنوه مستضعفين لغيرهم؟”.
أضاف: “علينا أن نحافظ على ما بقي عندنا من مؤسسات، وعندما نحافظ على مؤسساتنا نحافظ على دولتنا بكل أجهزتها الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونحافظ على مناعتنا ومناعة الأمة عندها لا يمكن للعدو أن ينال منها”.
وتابع: “إننا نعيش اليوم استباحة لأرض لبنان كما في فلسطين من عدو صهيوني محتل لأرضنا ويسير بطائراته ومسيراته ويصطاد من يشاء في أرضنا، مستبيحا أرضنا وسماءنا، وهنا ننادي العالم أين العالم الذي لبنان جزء من منظومته الدولية وجزء من صناعة المؤسسات الدولية والجامعة العربية ومجلس الأمن والمجمع الدولي ومنظمة دول العالم الإسلامي، فعندما تتكاتف الأيدي شعوباً ودولاً ، وعندما تكون هذه الدول تصنع دفاعاً مشتركاً لذاتها عند ذلك لا يستطيع العدو أن يمارس الظلم سواء كان على أرض لبنان أو على أرض فلسطين، نحن عندما يسقط شهداؤنا تتولد فينا الحياة وعندما يغرس العدو ويمارس هذه الممارسات في أرضنا هو يربي في قلوبنا وفي قلوب أولادنا حياة جديدة لأن أولادنا سيعيشون على أن قضية ينبغي أن لا ينساها ذرية وأن لا تنساها مجتمعاتنا”.
وانتقد المفتي الغزاوي المجتمع العالمي الذي يمارس الظلم العالمي إما مشاركاً وإما ساكتاً نعلم أن منظومة الدول اليوم هي من ترعى وتسير هذا الظلم على أهلنا في فلسطين وعلى لبناننا وعلى وجه الخصوص الجنوب والبقاع الغربي ، وعندما ينتهي هذا الظلم نعلم أن أمة استطاعت أن تزيح الظلم ، ومن هنا نحن ننادي من خلال منابرنا ومن خلال هذا اللسان الحر الذي ما زال يتمتع به لبنان أن أهلنا في فلسطين هم أمانة في أعناقكم أيها العرب والعالم المتفرج ، لقد نزلت عدالة البشر على الأرض ولم تنزل إلى الآن عدلة الدول، فقالت الشعوب كلمتها حتى الشعوب الغربية”.
وتابع: “لم نجد دولة محتضنة للطفولة المقهورة وللبيوت المهدمة لم يفرقوا بين كنيسة أو مسجد أو مستشفى أو مدرسة أو مأوى أمام همجية العدو الصهيوني ، فهذا الظلم بحاجة إلى عمالة لا مطية، إلى مواجهة النطقية، ولذلك، إن هذا السكوت بل إن هذه الإعانة التي مارستها بعض دولنا للعدو الصهيوني إنها لخزي إلى يوم القيامة ، آن الأوان بعدها أن تكشف الوجوه في أن تكون بعض الدول التي كانت تتعامل مع العدو عبر وسائل غير مباشرة فكشفت عن وجوهها وتعاملت مع العدو مباشرة، آن الأوان لهذه الوجوه ان تستحي من شعوبها وان تستحي من الله وان تستحي حتى من الغرب الذين نزلوا إلى الطرقات حتى يكونوا مع أطفال غزة، مع القضية العادلة ألا وهي أن يعود كل غائب إلى أرضه، ونحن جزء من هذه البلاد التي يعيث العدو فيها فساداً، ينبغي أن نكون جزءاً من الإصلاح كما نحن جزء من أهداف العدو”.
وأردف: “إن أعظم مصيبة يعيشها بلدنا لبنان هي في هجرة العقول في المؤسسات التعليمية وغيرها على كافة المستويات التعليمية، وتهجير العقول لن تستطيع بناء شعوبنا ومجتمعاتنا ومستقبلنا”، داعياً إلى أن “نتماسك في ما بيننا وأن تتماسك الدولة حتى اكتمال مؤسساتها وانتخاب رئيس للجمهورية إلى غيرها من المواقع الشاغرة كي تنتظم الدولة ومؤسساتها”، مشيراً إلى أن “تأجيل الاستحقاق البلدي والمحافظة عليها أفضل من غيابها وتسليمها، لأن جسماً مريضاً خير من جسم ميت”.
وأثنى على “دور الاغتراب في الاقتصاد والتنمية الوطنية نظراً لما يمثله وما زال شريان حياة لبلدنا”، موجهاً التحية بإسم المسلمين في العالم إلى “الصامدين في أرض غزة الذين يصنعون العزة للأمة على أرض فلسطين وإلى أطفالهم الذين تحلوا من خلال ثباتهم قادة في حياة الأمة وإلى سواعد المقاومين الذين صنعوا نصرا وثباتا في وجه المحتل الذي قيل بأنه جيش لا يقهر ، لقد قهر الجيش الصهيوني على أبواب غزة ولم يحققوا هدفا واحداً من الأهداف التي ذكروها في بداية معركتهم ، فأرادوا من خلال أهدافهم القضاء على المقاومة ولم يستطيعوا ، وأرادوا أن يعيدوا غزة إلى الاحتلال فلم يستطيعوا ، وأرادوا من خلال اقتحامهم غزة أن يستعيدوا الأسرى ولم يستطيعوا أن يحقق شيئا من أهداف هذه المعركة التي استمرت شهوراً، ليتبين على أن القلة الثابتة هي المنتصرة وأن الدولة الصهيونية هي دولة كرتونية وهمية دخانية، وإن نصر الله قريب فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، وان تأخر العالم عنكم فهو الذليل”.