كتب نقولا أبو فيصل “بين حق مشروع وحق واجب وحقوق لا يطالها أصحابها”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
يُقصد بالحق المشروع أنه الحق الملزم بموجب القانون والأعراف والقيم الاجتماعية وعلى سبيل المثال لا الحصر حقوق المواطن البديهية في الحصول على التعليم والرعاية الصحية في بلده ، اللذان يعتبران حقوقاً مشروعةً ، ويُعترف رسميًا بهما ،ويتم تنظيمهما وتأمينهما من خلال القوانين والسياسات الحكومية. بينما الحق الواجب يُقصد به الالتزامات الأخلاقية والاجتماعية التي يحصل عليها المواطن استناداً الى قواعد الأخلاق والضمير بدلاً من الالتزامات القانونية. وعلى سبيل المثال ، حق الإنسان في الحصول على معاملة عادلة وكريمة يمكن اعتباره حقاً واجباً على الجميع، حيث يتوجب على الأفراد التصرف بنية حسنة والتعامل بإنسانية مع الآخرين.
والى الحقوق التي لا يطالها أصحابها في لبنان، دعوني أذكركم بمعضلة العصر وهي نهب المصارف اللبنانية لأموال المودعين ، وهذا الموضوع هو حساس جداً ومؤلم للمودعين في لبنان أو المنتشرين في العالم ، اضافة الى المودعين من أصدقاء لبنان في العالم العربي الذين آمنوا بالنظام المصرفي اللبناني الهش كما كنت أراه ،مما دفعني لعدم المغامرة يوماً ، والايمان بالاستثمار بالاعمال وليس بالفوائد المصرفية . بكل حالٍ فقد تسبب ذلك في معاناة كبيرة للعائلات التي أحتجزت مدخراتها ومواردها المالية بشكل غير عادل. وهنا يتوجب على الحكومة اللبنانية والسلطات المعنية إتخاذ إجراءات فعالة لحماية هذه الحقوق ومعالجة هذه الأزمة بشكل عاجل ومنصف ، وصولاً الى إجراء تحقيق شامل وشفاف لمعرفة ملابسات الأزمةٍ ومحاسبة المسؤولين عنها.
نقولا ابو فيصل
